حريق محطة مصر
من المبكر جدا الحديث عن أسباب حادث محطة مصر الذي تمخض عن حريق كبير، فإن النيابة بدأت التحقيق وتحتاج بالطبع لبعض الوقت حتى تتوصل إلى نتائج، وإن كانت التقديرات الرسمية الأولى استبعدت احتمال أن يكون وراء هذا الحريق عمل إرهابي.
وبالطبع لسنا وحدنا الذين ننفرد بمثل هذا النوع من الحوادث التي تخلف ضحايا من القتلى والجرحى الذين لم يتم حصرهم بعد في حادث محطة مصر، لكن ذلك لا يعني ألا نهتم ببحث الأسباب التي أدت إلى وقوع هذا الحادث، فإن وراء كل حادث من هذا النوع إما إهمال أو تقصير أو نقص في الصيانة، أي فساد إداري ما زلنا للأسف الشديد نعانى منه.
فنحن في الوقت الذي منحنا فيه قدرا من الاهتمام لمواجهة الفساد المالى، فإننا لم نمنح ذات القدر أو نصفه لمواجهة الفساد الإداري، وهو الفساد الذي يستشري في مؤسساتنا الحكومية والعامة.
وأمر طيب أن يكون رد فعل الحكومة ورئيسها فوريا بالذهاب إلى "محطة مصر"، وتفقد الحادث ومتابعة تطورات إخماد الحريق وإعطاء التوجيهات اللازمة في هذا الصدد، لكن سيكون طيبا أكثر أن يركز رئيس الحكومة قدرا ليس بالقليل من اهتمام حكومته بمواجهة الفساد الإداري، وإصلاح منظومة الصيانة في مؤسساتنا العامة والحكومية، ومواجهة الإهمال فيها بصرامة وحسم لحماية مرافقنا العامة من مثل هذه الحوادث البشعة، وحماية أرواح المواطنين، وهذه أولى مسئوليات أي حكومة بالطبع.