رئيس التحرير
عصام كامل

حقائق التاريخ!


لا يخالجني أدنى شك أن بلدنا سينتصر في حربه الضروس ضد الإرهاب والتآمر؛ ذلك أن حقائق التاريخ تجزم بأن جماعات الإرهاب مآلها إلى زوال وتبقى الدول وتنتصر الشعوب.. فما بالنا بشعب مصر الذي يستعصي على التذويب والفناء وقد لفظ الخونة وتجاوز كل المحن وخرج منها أقوى مما كان، واحتفظ بروحه الحضارية وحالته المعنوية عالية حتى في أحلك الظروف وأشدها مرارة وقسوة..


هذا الشعب الذي خرجت ملايينه في 30 يونيو 2013 رافضة حكم الإخوان الديني المتطرف، وسوف تنجح عملية سيناء 2018 التي أطلقها الرئيس السيسي في تطهير مصر تطهيرًا شاملًا من الإرهاب، مهما وقع من محاولات فاشلة هنا وهناك، وآخرها حادث الدرب الأحمر..

وحتى لا يطول أمد استنزاف مصر وإهدار مواردها في معركة تديرها دول بأيدى عناصر مأجورة متطرفة ضالة اتخذت من الإرهاب فكرًا تعتنقه وتؤمن به، بل تتقرب به إلى الله، وإستراتيجية تبغي من ورائها هدم أهم أركان الدولة المصرية وهدم جيشها وشرطتها، وهي جماعات ترى إراقة دماء المصريين قربى وجهادًا دون أن تتدبر قول الله العظيم "ومن قتل نفسًا بغير نفسٍ فكأنما قتل الناس جميعًا".

ولا أدرى أي جهاد هذا الذي تحمل عناصر الشر رايته في دولة مؤمنة بالفطرة وآمنة بحسب وصف القرآن الكريم لها.. وبأي منطق يقبله العقل أن ينقاد هؤلاء المضللون لدول معادية تمنُّ عليهم بالفتات وتدعمهم بالسلاح والمعلومات؛ طلبًا لهدم دولة بحجم مصر.. كيف تتلاقى إرادة هؤلاء المدعين للإسلام والجهاد مع إرادة تجار الدين في الداخل وأعداء الدولة في الخارج لتنفيذ مخططات الشيطان..

ألم يروا ما جرى للعراق بعد أن جاءته الديمقراطية الوهمية على أسنة الرماح وفوق الدبابات الأمريكية.. هل تنعم العراقيون بالديمقراطية والحكم الرشيد.. أم ضاع أمنهم واستقرارهم ونفطهم ومواردهم في أتون الصراعات والمطامع الاستعمارية؟!
الجريدة الرسمية