رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر والإخوان !


في صيف عام ٢٠١٣ تقدم الدكتور أحمد الطيب بمبادرة لحل مشكلة اعتصام رابعة والنهضة سلميا، تقتضي إقامة حوار مع الإخوان، غير أن الإخوان رفضوا المبادرة، عندما رفضوا أن يدير هذا الحوار شيخ الأزهر وأن يرعاه.. أما اليوم فها هو الأزهر يعلن في بيان له عبر مرصده أن جماعة الإخوان هي مثل كل جماعة إرهابية ولا تختلف عن داعش..


وشتان بالطبع بين الموقفين.. لأن اعتبار جماعة الإخوان إرهابية يقفل باب التحاور معها، ويحض على نبذ أعضائها ومقاومتها والسعي للقضاء عليها للتخلص من شرورها.

وأهمية بيان الأزهر أنه جاء بعد البيان الذي أصدرته جماعة الإخوان مؤخرا دفاعا عن قتلة النائب العام السابق المستشار بركات، وفيه يتوعدون الشعب المصرى بمزيد من الأعمال الإرهابية.. أي أن بيان الأزهر يفضح هذه الجماعة التي منذ اليوم الأول لتأسيسها وهى تنتهج التكفير والعنف، ومارست ذلك فعلا، عندما قامت بعمليات اغتيال وتفجيرات عديدة.

ولا يعد بيان الأزهر صفعة على وجه الإخوان فقط، وإنما هو في ذات الوقت صفعة على وجه هؤلاء الذين أثاروا الشكوك في الأزهر وشيخه الدكتور أحمد الطيب، الذي يعرف منذ وقت مبكّر بالاستنارة..

وحتى إذا كان هناك من بين أبناء الأزهر من ضَل الطريق وأصيب بالتطرف الدينى فليس معنى ذلك وصم تلك المؤسسة الدينية المهمة بما ليس فيها، أو التشكيك في صدق محاربة شيخها ومعه بقية رجال الأزهر للتطرف الدينى، وسعيهم للتصدي بقوة لنهج الجماعة الذي يخلق لنا وحوشا آدمية، تدمر وتخرب وتفجر وتقتل.
الجريدة الرسمية