رئيس التحرير
عصام كامل

وسائل التواصل الاجتماعي وتجنيد الشباب!


إذا ما سلمنا بوجود تربص وتآمر على مصر دون تبرئة أنفسنا من أوجه قصور هنا أو هناك، ألا يتطلب ذلك الضرب بيد من حديد لكل من يعمل ضد المصالح العليا للبلاد، ثم ألا يستلزم ذلك اصطفاف جميع الأطياف خلف الدولة في مواجهة تحديات ومخاطر تهدد وجودها..


ألا يفرض ذلك مزيدًا من الحسم وإظهار العين الحمراء لكل من يحاول العبث بأمنها ووحدتها وتعريضها لخطر التناحر والفرقة، أين نحن من تجربة فرنسا وبريطانيا مثلًا في تعاملهما مع الإرهاب وتداعياته؛ فهل تجرأ الإعلام أو اليمين أو اليسار على انتقاد ما اتخذته الأولى من إجراءات على رأسها إعلان حالة الطوارئ؛ مراعاة للمصالح العليا لفرنسا، ألم يخرج رئيس وزراء بريطانيا في أعقاب حوادث إرهابية مماثلة ليقول للجميع بوضوح: "لا تحدثوني عن حقوق الإنسان إذا ما تعلق الأمر بأمن بلادي"، وتلك هي المعادلة الصعبة.

أصعب الحروب على الإطلاق هي حروب الفكر، خاصة بعد استغلال وسائل التواصل الاجتماعي وأنظمة الاتصال الحديثة في نشر الفكر المتطرف، وتجنيد الشباب واستخدامهم في العمليات الإرهابية لإيذاء العالم.. وما لم يتم تقويض ظاهرة الإرهاب ودحر الفكر المتطرف، فسوف تتفاقم الظاهرة ، ولن تكفي المواجهات الأمنية وحدها على أهميتها الكبرى، لكن لابد قبلها من معالجة مسببات هذا الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية..

ومعالجة أبعاده السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية.. ولعل السيسي هو أول رئيس لدولة عربية إسلامية يطالب بتصويب الخطاب الديني الذي تعاني أغلب دولنا بل العالم بأسره من مغبات التشدد الفكري.. كما أن تسوية القضية الفلسطينية بشكل عادل يساعد في تحقيق الاستقرار ويقضي على الإرهاب.

الرئيس السيسي حذر أيضًا من خطورة انتقال المقاتلين الأجانب من سوريا بعد حل أزمتها الراهنة، الأمر الذي يطرح سؤالًا مهمًا: من يقوم بتحريك المقاتلين الأجانب من دولهم إلى منطقتنا ومن يمدهم بالسلاح والأموال، ومن يدعمهم سياسيا؟!.. المجتمع الدولي كله مطالب باقتلاع الإرهاب من جذوره، عبر عملية واسعة وشاملة تضيق الخناق على الدول الداعمة له.

الجريدة الرسمية