رئيس التحرير
عصام كامل

لحظات المجد والفخر.. كيف تابع أهالي رامي مالك في المنيا فوزه بـ«الأوسكار»

فيتو

في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، وبينما كانت أنظار الملايين تتجه صوب مدينة لوس أنجلوس؛ لمتابعة فعاليات حفل الأوسكار، كانت أسرة عبد المالك فلتاؤوس بعزبة الطيبة بمحافظة المنيا تجلس حول شاشة التلفاز تتابع ما يجري على مسرح أهم حدث سينمائي في العالم.

لأول مرة في تاريخ العائلة الصغيرة يمثل الحدث العالمي أهمية خاصة، فأحد أبنائها "رامي مالك" يجلس في الصفوف الأولى وسط أهم نجوم السينما في العالم منتظرا حدثا سعيدا، بعد ترشحه لجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم "Bohemian Rhapsody".

عصام مالك ابن عم رامي كان أحد أفراد العائلة الذين حبسوا أنفاسهم أمام شاشة التلفاز؛ انتظارًا لإعلان النتيجة: "كل شباب وشابات العائلة من مختلف الأعمار جلسوا إلى جوار آبائهم وأمهاتهم يعيشون لحظات المجد والفخر، كان كلنا ثقة أن رامي ممكن يحقق المعجزة ويحصل على أهم جائزة سينمائية في العالم، وكانت النتيجة كما توقعنا والحمد لله فاز ابن عمي بالأوسكار، وما قدمه رامي ليس فخرًا للمنيا أو فخرًا لمصر فقط، ولكن فخر للعرب جميعًا، مثله مثل اللاعب العالمي محمد صلاح يمثل مصر والعرب في المحافل الدولية".
 
جهود مضنية بذلها أهل رامي لمعرفة موعد الحفل: "إحنا طول الأيام اللى فاتت كنا حريصين على متابعة كافة الصفحات الفنية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكمان القنوات التليفزيونية عشان نعرف ميعاد الحفل النهائي، ومن وقتها بدأنا نجهز نفسنا للحدث المهم ده". 

جيران عائلة رامي مالك لم يكونوا بعيدين عن متابعة ما يجري لابن عزبتهم الصغيرة بمدينة سمالوط: "أغلب الجيران كانوا مهتمين باللي بيحصل ونفسهم رامي يحصل على الأوسكار ويرفع رأس بلدهم، أغلبهم ما كانوش يعرفوا يعنى إيه أوسكار وكنت أنا ومعي عدد من أبناء العائلة نشرح لهم أهمية الجائزة ومين حصل عليها قبل كده". 
\
الكلمة التي ألقاها رامي على مسرح الأوسكار بعد فوزه بالجائزة كانت مبعث فخر لأهله في سمالوط: "من أسعد اللحظات اللى عشناها لما رامي طلع على المسرح يقول كلمة بعد تتويجه بالجائزة، ومكنتش الدنيا سايعانا بعد ما أكد على أصوله المصرية وعلى أنه أحد المهاجرين للولايات المتحدة الأمريكية، ناس كتير كانت بتهاجم رامي وتقول إنه أمريكي ولا يعتز بأصوله المصرية لكن هو رد على المشككين وانحاز لأصوله المصرية والعربية، ولما قال أنا مصري الروح ردت فينا بصراحة".

أسئلة كثيرة طرحها أطفال العزبة على أبناء عمومة رامي عنه وعن صلة القرابة التي تجمعه بأهله: "أغلب الأطفال ما شافوش رامي قبل كده ولا يعرفه عنه حاجة وطول الوقت بيسألوا هل زار العزبة وهل فيه تواصل ليه معانا، وبدءوا يدخلوا على اليوتيوب يشوفوا قصته ايه، والحقيقة رامي ما زرش العزبة هنا غير مرة واحدة في نهاية التسعينيات ووقتها كان طفلا صغيرا".

وأضاف عصام: "لم يكن في مخيلة أي من أفراد العائلة أن يخرج من بينهم فنان سينمائي على الإطلاق، ولكن بدأنا نستشعر تفوق رامى عندما قرر أن يلتحق بجامعة إيفانسفيل تلك الجامعة الواقعة بولاية إنديانا إحدى الولايات الكائنة بأمريكا الشمالية، ولكن طموحات والد رامي، كانت غير ذلك، حيث كان يأمل أن يرى نجله طبيبًا، إلا أنه لم يضغط عليه وترك له الحرية في تحديد مستقبله والاختيار ما بين الطب والتمثيل، حيث سلك توأمه سامي طريق التدريس".

سعيد فوزي حليم، أحد أهالي عزبة فلتاؤوس، كان من المهتمين بمتابعة حفل الأوسكار ومشاهدة ابن بلده في أهم محفل سينمائي عالمي: "أنا متابع جيد للأعمال الدرامية لابن قريتي رامى مالك، وخاصة دوره في الفيلم الأمريكى Short Term 12، فهو يعد فخرا لنا ونموذجا لشباب القرية، خاصة أن معظمهم يقيمون في اليونان وقبرص وإيطاليا، وأتمنى أن يزور رامى قريته، ففي حال زيارتها لها سيضطر المسئولون والتنفيذيون الاهتمام بها، خصوصا بعد أن أصبح نجما عالميا وفاز بالأوسكار".

وفاز رامي مالك ذو الأصل المصري، بجائزة أوسكار القيمة لأفضل ممثل، عن دوره في فيلم "الملحمة البوهيمية" (بوهيميان رابسودي).

وكان مالك يتنافس على هذه الجائزة مع كل من كريستيان بايل وبرادلي كوبر وويليم دافو وفيغو مورتنسن. 


وبرز الممثل البالغ من العمر 37 عاما كأفضل مرشح للجائزة في الأسابيع القليلة الماضية بعد فوزه بجائزة غولدن غلوب (الكرة الذهبية) وبجائزة رابطة ممثلي السينما البريطانية.

وينحدر مالك المولود في لوس أنجلوس من أصول مصرية، وقام بدور ميركري المولود لأبوين من الهند هاجر مع أسرته إلى أمريكا عندما كان في أواخر العقد الثاني من عمره.

وحقق فيلم "بوهيميان رابسودي" نجاحا كبيرا في مختلف أنحاء العالم، حيث حصد أكثر من 854 مليون دولار من مبيعات تذاكر دور السينما.
الجريدة الرسمية