رئيس التحرير
عصام كامل

مصر والإرهاب.. والهجرة غير الشرعية.. وقمة شرم الشيخ!


المتربصون بمصر يراهنون على شق صفها الوطني، وتفتيت جبهتها الداخلية، وتوهين العلاقة بين الشعب ورئيسه، ولا يزال ما يسمى بـ"المجتمع الدولي" يكيل للأسف بمكيالين في مسألة الإرهاب؛ فبينما يتقاعس هذا المجتمع –دولًا ومنظمات ووسائل إعلام- عن صياغة تعريف جامع مانع للإرهاب، حتى إنه يصف هذا الإرهاب بأوصاف مائعة، ولا يتخذ موقفًا رادعًا لداعميه ومؤيديه والموفرين لتنظيماته وعناصره ملاذًا آمنًا وتمويلًا غير محدود ومعلومات استخباراتية آنية. 


الأمر الذي أشار إليه الرئيس السيسي بوضوح في كلمته أمام مؤتمر ميونخ الأخير، معبرًا عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية والقارة السمراء، مؤكدًا أن استقرار هذه الدول يعني في المحصلة استقرار العالم أجمع.

ومع أن مصر ضحية للإرهاب البغيض شأنها شأن دول أخرى، فإنها لم تنل من الدعم والتعاطف والمؤازرة ما نالته تلك الدول، في مرافقة ممجوجة تعكس مدى الازدواجية البغيضة التي تلقاها قضايانا في المحافل الدولية، فإذا لم تكن تلك ازدواجية، فماذا يمكن أن نسميها إذن.. والسؤال: أليس ما تخوضه مصر من حرب ضروس ضد الإرهاب، هو في جوهره دفاع عن العالم كله؟!

ورغم كل ما تدفعه مصر من فاتورة باهظة لاستقرار منطقتها والعالم أجمع، بحسبانها عمود الخيمة في الإقليم، فإن سهام الخسة والتآمر لا تزال ترميها بلا ضمير؛ جزاء لمواقفها الحاسمة وتصديها بكل قوة لمخطط الشر الساعي لتقسيم المنطقة، وتفتيت دولها لحساب المشروع الصهيوأمريكي الخبيث، الرامي لخدمة إسرائيل، وتحقيق أحلامها في قيادة المنطقة وإنشاء دولتها المزعومة من النيل للفرات!

كلنا أمل في القمة العربية الأوروبية التي بدأت أعمالها في شرم الشيخ أمس، بحضور رؤساء وشخصيات مهمة في الاستماع إلى رؤية مصر في مواجهة الإرهاب، والتي أطلقها الرئيس السيسي في مؤتمر ميونخ للأمن منذ أيام، فلاشك أن التنسيق والتعاون بين المنطقتين العربية والأوروبية بات ضروريا، فاستقرار الأولى شرط أساسي لاستقرار الأخرى والعكس صحيح بالضرورة، بحسبان أن هذا العالم قرية صغيرة..

وما تفاقمت ظاهرة الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا إلا بفعل ما شهدته منطقتنا من صراعات وحروب وأزمات ما بعد الخريف العربي.. إن انعقاد القمة خطوة مهمة لإنجاز هذا الملف الذي بات ضروريا التعامل معه بحسم لا سيما بعد استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة الإلكترونية في نشر الفكر المتطرف، وتجنيد الشباب واستخدامهم في العمليات الإرهابية.. وقد سبق أن حذر الرئيس السيسي مرارًا وتكرارًا من ذلك، ولم يتم التفاعل معه بالصورة المرجوة على الصعيد الدولي.

الجريدة الرسمية