أمة من غنم
قطيع.. قطيع يساق إلى المذبح.. قطيع يقاد إلى الموت في أزمنة وطنية خالصة.. عندما قاد المناضلون العرب حروبًا مقدسة ضد الاحتلال الأجنبى لبلادهم تحررت من عدو واضح المعالم، لتسقط في يد حكام وطنيين قادوها وقادونا إلى مستنقع الاستسلام التام، وتحقيق كل ما هو مفروض علينا من ذات القوى الاستعمارية القديمة.. نقاتل أنفسنا بأنفسنا.. نتصارع فيما بيننا تاركين القاتل ينعم بحياة الرغد.. يعيث في أراضينا فسادا واحتلالا وقتلا وتدميرا وخرابا.
منذ خمسة عشر عاما فقط، كنا نقرأ عن الشرق الأوسط الجديد، كنا نتصور أن أحفاد أحفادنا سيعيشون هذه النكسة المروعة، ولم يدر بخلد أحد منّا أننا نفس الجيل الذي قرأ خيالا سيعيشه لحظة بلحظة، ساقتنا قوى إقليمية عربية إلى الجهاد في أفغانستان، ولم نكن ندرى أننا نخوض حربا بالوكالة، وأن العائدين من الجهاد سيبدءون حربا ضروسا ضدنا، بعد أن قمنا بصياغة مواد التكفير في معامل عربية مجاورة وصديقة.
نفس القوى الإقليمية تسوقنا إلى رعب جديد وحرب جديدة، ندفع ثمنها من استقرارنا ومن دماء أبنائنا، حرب تحمل نفس صياغات الماضى، صياغات تجعل من الكيان المحتل صديقا، ومن إيران عدوا، يفرض علينا الدين الجديد أن نقاتله، زمن يصبح فيه القريب بعيدا والعدو صديقا، ولأننا أمة من غنم، فإن ذات القوى تقودنا إلى الرعب، لنقاتل العدو الغاشم في طهران متحالفين مع من هضم القدس والمقدسات!!