رئيس التحرير
عصام كامل

محمد التابعي يطالب بتقييد مجانية التعليم

محمد التابعى
محمد التابعى

في مجلة آخر ساعة عام 1953 كتب الصحفي محمد التابعي مقالا ينبه فيه حكومة الثورة إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم الذي قارب على الانهيار.

قال في المقال: تطالعنا الصحف كل يوم بآراء مختلفة في شئون التعليم، وبنظريات مبتكرة يعرضها خبراء ومفكرون، وكانت النتيجة جدلًا وبلبلة أفكار حتى يحار الناس اليوم ماذا يقولون إذا سئلوا عن مستوى التعليم الابتدائي والثانوي.


والناس لا يزالون بين مؤيد ومعارض لتعميم مجانية التعليم، لا كفرًا منهم بأن العلم مثل الماء والهواء كما قال الدكتور طه حسين، وإنما إيمانا منهم بأنه إذا كان العلم لازما فإن الطعام ألزم.

وإذا كانت الدولة مطالبة بتوفير العلم لأبنائها، فإنها مطالبة مرتين بتوفير ما يقيم قوتهم ويمسك الرمق، وقد زعم كاتب اجتماعى أن من أسباب انتشار الشيوعية بين الشباب كثرة العلم مع قلة الطعام، وقال في هذا «ويل لأمة امتلأت عقولها وخوت بطونها».

ولذلك فإن الأمر يستحق دراسة واعية مستفيضة، فليت ولاة الأمور يعقدون مؤتمرا تعرض فيه الآراء والنظريات بالبحث والتمحيص، ثم تتخذ قرارات تكون هي أساس سياسة التعليم في مصر، سياسة تراعى فيها ظروف الأمة وإمكانياتها وما يلزمها في حاضرها ومستقبلها.

وأرسل لى القارئ محمد الغندور، يقول إن الجامعات تشكو هبوط المستوى بين طلبة المدارس الثانوية الذين يقبلون بمختلف الكليات الجامعية، ويقترح إضافة سنة دراسية رابعة على التعليم الثانوى حتى يمكن رفع المستوى العلمى والثقافى لتلاميذ هذه المرحلة. 
لكني أقول إن هبوط المستوى التعليمي ليس راجعا لقصر مدة التعليم، ولكنه راجع إلى عدة عوامل منها ضعف مناهج الدراسة حتى أصبحت المدارس بلا مناهج.

والذي لا يعلمه القارئ أن قانون التعليم الابتدائى ينص على أن التلميذ لا يرسب إلا إذا وافقت جمعية هيئة التدريس على رسوبه، وأن القاعدة الأساسية هي اعتبار التلميذ ناجحا.

والعامل الثالث هو مجانية التعليم، وهنا أنادي بضرورة تقييدها، فأبناء القادرين يدفعون مصروفات، أما غير القادرين فيدفعونها احتياطيا فإذا نجح من فرقة إلى فرقة يسترد مصروفاته، وإذا رسب لا يستردها.

وأخيرا ضرورة تعديل قوانين التعليم بما يناسب العهد الجديد، مع ضرورة تشجيع إنشاء المدارس الخاصة ومراعاة العودة إلى نظام الامتحانات بالابتدائي والثانوي.
الجريدة الرسمية