عزاء «خالد توحيد».. وخلافى مع «عبدالمنعم عمارة»!
فقدنا الأسبوع الماضى زميلا عزيزا فجأة وبلا مقدمات، كما يفعل الموت معنا غالبا، فقدنا الناقد الرياضى المتميز "خالد توحيد" الذي أعطى بهدوء وعلم، وبدون الخروج عن معايير الأخلاق وأصول المهنة، احترم الجميع فأحبوه ، احترم نفسه فاحترمه الجميع، والدليل سرادق العزاء في مسجد عمر مكرم، فهو دليل دامغ على حب واحترام الجميع له، رحم الله هذا الإنسان النبيل واللهم صبر أهله ومحبيه.
في العزاء اجتمع كل ألوان الطيف من أسرة الرياضة المصرية، أندية واتحادات وصحفيين، جاء من الإسكندرية والإسماعيلية وغيرهما ناهيك عن قدامى نجوم الكرة المصرية وإدارات الأندية، وقد أعجبتنى كلمة من الكابتن عادل طعيمة الذي جاورنى بعض الوقت في العزاء، قال: "اندهش من الذين يصنفون الناس على أنه أهلاوى أو زمالكاوى.. لقد كانت من أهداف الرسائل السماوية إلغاء العصبية على أي صورة سواء كانت اللون أو العرق أو أي شىء آخر.. نحن الإنسان بلا عنصرية!".. قال هذه الكلمات عندما توافدت واختفت أي مظاهر بين المعزين!.
اللقاء الأهم كان مع المخضرم د.عبدالمنعم عمارة الذي بادرته قائلا: "مش ممكن علشان نتقابل لازم يموت أحد؟".. هذا الرجل حكايتى معه شديدة الإثارة والأهمية، فعلى مدى قيادته للرياضة والشباب على ما يقرب من عشر سنوات، لم أنتقد مسئولا بعنف واستمرار مثلما حدث مع هذا الرجل، بدأ الخلاف في الرأى بيننا عند توليه المسئولية، واشتد الخلاف لدرجة أنه كتب في أخبار الرياضة مطالبا الصحفى الشاب الساعى للشهرة باعتزال مهنة الصحافة..
وبرغم أن النشر بهذه الصورة كان خطأ من الجريدة التي تواطأت مع المسئول ضد أحد الزملاء، إلا أن المعركة استمرت إلى أن استطاع أن يجمعنا في لقاء مجمع للاحتفال ببعض الأبطال، ومنهم فريق هوكى الشرقية بطل أفريقيا، والذي كنت أعتبره فريقى المفضل، وأحمد الله أنى كنت السبب في إنشاء ملعب لهم بدلا من السفر للتدريب على ملاعب الشرطة، وفى دائرة تحاورنا وكان حوله رجال أشداء، منير ثابت وحسن مصطفى وعبدالحميد الوكيل وشيرازى وزاهر.. إلخ ودار حوار حول الرياضة المصرية عامة، وكرة القدم والهوكى خاصة اعترف أمام الجميع بصحة رؤيتى!..
استمر الحال دون تغيير عندما يظهر شيء لا أرى أنه صائب، أوجه سهام قلمى له، وجاءت أصعب الفترات عندما واجه المفكر عادل حسين -مرشح حزب العمل الذي تنتمى له جريدة الشعب– د.عمارة، وفوجئت بسيل من القضايا لدرجة أزعجت رئيس التحرير، ولكن لم أنزعج، لثقتى فيما أكتب، وحدث أننى كسبت جميع هذه القضايا باستثناء قضية واحدة لأنها سارت في طريق آخر..
الهدف من هذه الحكايات هو عبدالمنعم عمارة، الرجل الذي كنت كلما أردت معرفة شيء اتصل برقمه الخاص، ويرد وهو مبتسم وبكل ترحاب، لدرجة أننا صرنا أصدقاء جدا، ولكن ما تأثير القضايا؟
أشهد أمام الله أنه أثناء عرض القضايا في المحاكم لم يحدث أن تحدثنا عن القضايا مرة واحدة، وكأن القضايا بين أناس غيرنا تماما، لم يتهرب منى للسؤال عن أي شىء أو يحيلنى لأى وكيل وزارة، ولكن دائما يجيب بكل حب.
هل وصلت الرسالة؟
رجل في العزاء الجميع يجرى للترحيب به، برغم مرور ما يقرب من عشرين عاما على تركه للوزارة، ولايزال نجما يحترمه الجميع، وفى العزاء أيضا كان هناك وزير ترك كرسيه منذ شهور جلس وحيدا وانسحب في هدوء.
من المواقف الطريفة والمثيرة، كلف د.عمارة اللواء عبدالحميد الوكيل بالتواصل معى وإبلاغى باننى سأكون ضمن بعثة مصر الإعلامية المسافرة إلى البطولة الفرانكفونية في باريس، وأن المدة ستكون من خمسة عشر يوما إلى شهر، فاعتذرت وأبلغت اللواء الوكيل بأننى ضد مشاركة مصر في بطولة الفرانكفون، لأنها للدولة التي استعمرتها فرنسا فلماذا ننضم لفكرة استعمارية وترسيخ الاستعمار في الأذهان، والحقيقة حاول كثيرا بأننى سأكون صوتا ورؤية.. إلخ ولكن فشل!
انتقدت أكبر بعثة في تاريخ الصحافة، وكان عددها ستة وثلاثين صحفيا، ومن خلال ما كتبته، تم إثارة الموضوع في مجلس الشعب، وثارت قضية رأى عام! وبعدها التقيت الدكتور عمارة في حفل رابطة النقاد الرياضيين بعد تركه المنصب مباشرة، وذكرته وقلت: ستة وثلاثين صحفيا يا دكتور!؟ ابتسم وقال: كلهم اتفسحوا ورجعوا يهاجمونى!.. وضحكنا وكان ذلك خلال إفطار رمضانى جميل!.
هل يمكن أن نتعلم الاختلاف باحترام!؟.. يمكن هذا لو أن الخلافات غير شخصية، ومن أجل المصلحة العامة فقط وليس لأهواء وأهداف بعيدة عن المصلحة العامة!.
ربما لايتذكر د.عمارة أنه قال أمام جمع من وكلاء الوزارة : إننى الصحفى الوحيد الذي لم أدخل مكتبه طلبا لشىء!.
الحياة سيرة.. كل شىء يأتى ويذهب.. المال.. المنصب.. وتبقى سيرة الإنسان ومبادئه التي عاش من أجلها ومن أجل الله وتراب الوطن هو الأبقى..
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
هل وصلت الرسالة؟
رجل في العزاء الجميع يجرى للترحيب به، برغم مرور ما يقرب من عشرين عاما على تركه للوزارة، ولايزال نجما يحترمه الجميع، وفى العزاء أيضا كان هناك وزير ترك كرسيه منذ شهور جلس وحيدا وانسحب في هدوء.
من المواقف الطريفة والمثيرة، كلف د.عمارة اللواء عبدالحميد الوكيل بالتواصل معى وإبلاغى باننى سأكون ضمن بعثة مصر الإعلامية المسافرة إلى البطولة الفرانكفونية في باريس، وأن المدة ستكون من خمسة عشر يوما إلى شهر، فاعتذرت وأبلغت اللواء الوكيل بأننى ضد مشاركة مصر في بطولة الفرانكفون، لأنها للدولة التي استعمرتها فرنسا فلماذا ننضم لفكرة استعمارية وترسيخ الاستعمار في الأذهان، والحقيقة حاول كثيرا بأننى سأكون صوتا ورؤية.. إلخ ولكن فشل!
انتقدت أكبر بعثة في تاريخ الصحافة، وكان عددها ستة وثلاثين صحفيا، ومن خلال ما كتبته، تم إثارة الموضوع في مجلس الشعب، وثارت قضية رأى عام! وبعدها التقيت الدكتور عمارة في حفل رابطة النقاد الرياضيين بعد تركه المنصب مباشرة، وذكرته وقلت: ستة وثلاثين صحفيا يا دكتور!؟ ابتسم وقال: كلهم اتفسحوا ورجعوا يهاجمونى!.. وضحكنا وكان ذلك خلال إفطار رمضانى جميل!.
هل يمكن أن نتعلم الاختلاف باحترام!؟.. يمكن هذا لو أن الخلافات غير شخصية، ومن أجل المصلحة العامة فقط وليس لأهواء وأهداف بعيدة عن المصلحة العامة!.
ربما لايتذكر د.عمارة أنه قال أمام جمع من وكلاء الوزارة : إننى الصحفى الوحيد الذي لم أدخل مكتبه طلبا لشىء!.
الحياة سيرة.. كل شىء يأتى ويذهب.. المال.. المنصب.. وتبقى سيرة الإنسان ومبادئه التي عاش من أجلها ومن أجل الله وتراب الوطن هو الأبقى..
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر