السيسي يفتتح القمة العربية الأوروبية غدا.. خادم الحرمين وأمير الكويت وميركل وتيريزا ماي أبرز الضيوف.. أزمات الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية تتصدر المباحثات.. و10 مكاسب مصرية من القمة
يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدا الأحد، بمدينة شرم الشيخ أول قمة على مستوى القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية؛ لبحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية.
قضايا مهمة
وتناقش القمة عدة قضايا مهمة، حيث ترى الدول الأوروبية أن التعاون الإقليمي القوى يعد مفتاحا لمواجهة التحديات الحالية في ضوء التزام كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي نحو دعم النظام الدولي ومتعدد الأطراف استنادا إلى القانون الدولي، وذلك من خلال دعم التعاون مع منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والذي تجلى بوضوح في مشاركة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني في الرباعية الدولية المعنية بالأزمة في ليبيا.
كما تتعاون جامعة الدول العربية مع الاتحاد الأوروبي في العديد من ملفات الأمم المتحدة مثل أجندة 2030 للتنمية المستدامة والجهود الدولية للتصدي لتغير المناخ ومنع انتشار الأسلحة.
ويركز الحوار السياسي والتعاون بين الجانبين على العديد من الملفات الإقليمية مثل عملية السلام في الشرق الأوسط والأزمات في كل من سوريا واليمن وليبيا والعراق، ومواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بهدف إيجاد حلول دائمة لضمان الأمن والسلام في المنطقة.
التحديات المشتركة
وتتطلب التهديدات المتنامية والتحديات المشتركة للإرهاب عابر الحدود، التوصل إلى موقف موحد بشأنها، وذلك من خلال التعاون المشترك لدعم جهود التحالف العالمي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي مع الالتزام الكامل لكل من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية باحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون والقانون الدولي الإنساني.
وتعد القمة بكل المقاييس تاريخية غير مسبوقة تجسد مكانة مصر السياسية حاليًا على الساحة الدولية ودورها المركزي في المنطقة وكحلقة وصل ونقطة التقاء للحضارتين العربية والأوروبية.
ومن المقرر أن تشهد القمة أضخم حضور دبلوماسي من الجانبين العربي والأوروبي على المستوى الرئاسي، سيطرحون على بساط النقاش التحديات التي تواجه الطرفين، وفي مقدمتها الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وكذلك ملفات النزاعات، والقضية الفلسطينية
وتحقق مصر من استضافتها لهذه القمة التاريخية التي تعقد على مستوى القادة مكاسب عديدة أبرزها:
1 - عقد حوار إستراتيجي رفيع المستوى بين القادة العرب والأوروبيين بمدينة السلام "شرم الشيخ"، لبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في الوقت الذي يشهد العالم تغيرات سريعة متلاحقة على الساحة الدولية من عودة للتحالفات والنزاعات السياسية والحروب التجارية ما يشكل تهديدا قويا للاستقرار والسلام العالمي.
2 - عودة مصر بعد غياب دام نحو عشرة سنوات لبؤرة الأحداث الدبلوماسية الدولية، حيث كان آخر استضافة لمصر لهذه القمم هي القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز في العام 2009 والقمة الأفريقية في العام 2008 بمدينة شرم الشيخ، وذلك بخلاف استضافتها للقمة العربية عام 2015.
3 - تتطلع الدول الأوروبية إلى دور مصر المحوري التي تولت قبل أسابيع قليلة رئاسة الاتحاد الأفريقي كركيزة أساسية للاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي تشترك فيها عشرة دول عربية.
4 - التعويل على مصر كثيرا على مساهمة الدبلوماسية المصرية في الجهود الرامية لحل النزاعات القائمة خاصة في سوريا وليبيا والصراع الفلسطيني الإسرائيلي واليمن.
5 - مصر تعد من الدول القلائل التي تشهد استقرارا سياسيا في المنطقة التي ما تزال تؤجج فيها الصراعات.
6 - استعادت مصر مكانتها المرموقة على الساحة الدولية كلاعب إقليمي فعال وشريك موثوق به ومؤثر في مجريات الأحداث في المنطقة.
7 - تعد القمة المرتقبة بداية لدور أكبر للاتحاد الأوروبي في المنطقة الذي يرى أنه بات من الضروري تعزيز التعاون مع الدول العربية المجاورة في ضوء تأثر أمنها المباشر من النزاعات في الشرق الأوسط التي تشهد تدخلات من قوى إقليمية ودولية تؤثر على الأوضاع فيها ومصر محور رئيسي لذلك الدور.
8 - دور مصر القوى في مكافحة الهجرة غير الشرعية جعلها محورا رئيسيا في وضع حلول للأزمة وطرح رؤيتها وإيجاد أرضية مشتركة لمنصة الحوار المباشر استشعارا أنه حان الوقت للبحث بجدية عن طرق فعالة لإنهاء حالة الصراع والنزاعات المستمرة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي العام 2011 والتي نتج عنها عدم الاستقرار وضياع الأمن في عدة دول، وبالتالي تدفق اللاجئين إلى أوروبا هربا من أتون الحروب.
9 - هناك قائمة طويلة من القضايا محل الاهتمام المشترك التي ينبغي أن تبحثها الدول العربية والأوروبية في القمة، ولكن يتصدر النزاع في سوريا الملفات الساخنة بالرغم من مقعدها الشاغر في جامعة الدول العربية.
وترى الدول العربية والأوروبية من الأهمية الانخراط بدور أكبر وسط غموض يكتنف العملية السياسية الانتقالية في الوقت الراهن وتتصدر رؤية مصر من خلال إيجاد حلول سياسية لتلك الأزمات والحفاظ على مؤسسات الدول، كما يأمل الأوروبيون التوصل إلى رؤية مشتركة في القمة حول الوضع في سوريا وذلك قبيل مؤتمر بروكسل الثالث حول سوريا الذي سيعقد خلال الفترة من 12 إلى 14 مارس القادم لبحث دعم جهود الوساطة بين الأمم المتحدة والدول المستضيفة للاجئين السوريين.
10 - طرح رؤية مصر وجهودها في العديد من الملفات، حيث سيناقش القادة العرب والأوروبيون في القمة عدة قضايا أخرى من بينها تطورات القضية الفلسطينية والنزاعات في ليبيا واليمن وإدارة الأزمة والاستجابة ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة والحد من التسلح والجريمة المنظمة عابرة الحدود والهجرة وتغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة فضلا عن الملفات السياسية الساخنة ستستحوذ على مساحة كبيرة من المناقشات بين القادة العرب والأوروبيين في قمة شرم الشيخ لما لها تداعيات مباشرة على الأمن والسلام الدوليين إلا أن القمة ستبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول العربية والأوروبية والعلاقات بين الشعوب والثقافة التي تعد أداة فعالة للتقارب بين العالمين العربي والأوروبي.
قادة أوروبا
ويشارك في القمة كل من: "المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، المستشار النمساوي سيبستيان كورتس، دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، جون كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، فيدريكا موجريني الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية".
كما يشارك كل من شارل ميشيل رئيس وزراء بلجيكا وبويكو بوريسوف رئيس وزراء بلغاريا ونيكوس أناستاسياس رئيس قبرص وأندريه بابيش رئيس وزراء التشيك وأندريه بلينكوفيتش رئيس وزراء كرواتيا ولارس راسموسن رئيس وزراء الدنمارك وجوري راتاس رئيس وزراء استونيا.
كما يشارك يوها سيبيلا رئيس وزراء فنلندا، وإليكسيس تسيبراس رئيس وزراء اليونان، وفيكتور أوربان رئيس وزراء المجر، وجوزيبي كونتي رئيس وزراء إيطاليا، وليو فرادكار رئيس وزراء أيرلندا، وإدجار رينكيفيتش وزير خارجية لاتفيا، وليناس لنكيفيشسيوس وزير خارجية ليتوانيا، وجوزيف موسكات رئيس وزراء مالطا، ومارم روته رئيس وزراء هولندا، وماتيوس مورافيسكي رئيس وزراء بولندا،وأنطونيو كوستا رئيس وزراء البرتغال، وكلاوس يوهانيس رئيس رومانيا، وبيتر بيلحريني رئيس وزراء سلوفاكيا، وماريان شاريتس رئيس وزراء سلوفينيا، وجوسيب بوريل وزير خارجية إسبانيا، وستيفان لوفين رئيس وزراء السويد، وتيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا، وجان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا.
القادة العرب
كما يشارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المملكة العربية السعودية، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وحمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك البحرين، ومحمود عباس أبو مازن رئيس فلسطين، وبرهم صالح رئيس العراق، وعبد ربه منصور هادي رئيس اليمن، والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، ومحمد عبد الله محمد رئيس الصومال، وإسماعيل عمر جيله رئيس جيبوتي، والشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ممثل الإمارات العربية المتحدة، وفايز السراج رئيس الحكومة الليبية.
كما يشارك عبد القادر بن صالح الخميس رئيس مجلس الأمة الجزائري، وإسماعيل ولد الشيخ أحمد وزير الخارجية الموريتاني، وبكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية السودانية، وأسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشئون العلاقات والتعاون الدولي الممثل الخاص للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وسعد الحريري رئيس وزراء لبنان، والشيخ محمد الأمين صيف وزير خارجية جزر القمر رئيس وفد بلاده، وسلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشئون الخارجية القطري، وأيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني والوزير الأول للمملكة المغربية.