قرى شرق النيل ببني سويف تنتظر المرحلة الثانية من «حياة كريمة» (صور)
في الجانب الشرقي من نهر النيل ببني سويف، يعيش أكثر من 200 ألف نسمة بقرى «الفقيرة وبني عقبة ودير الحديد» تلك القرى مصنفة الأكثر فقرًا بالمحافظة، حيث يحاصرها الفقر والجهل والتسرب من التعليم وزواج القاصرات وتلوث المياه وانعدام الخدمات الصحية وزيادة نسبة البطالة، ما دفع أهلها إلى الإنتظار بشغف لإعلان الحكومة عن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، المعروفة بـ«حياة كريمة» أملًا أن تنتشلهم تلك المبادرة الرئاسية من حياة الفقر والعوز إلى حياة تضمن لهم الحد الأدنى من الآدمية.
ففى قرية «الفقيرة» التابعة لمركز ببا، والتي تقع جنوب شرق بني سويف، والتي أصبح اسمها وصفًا لما تحمله أحرف كلماتها من معاناة وتجاهل من مسئوليها وهي إحدى القرى التابعة لقرية بني عقبة الأم أو كما تسمى قرية المفضل الأثرية، حيث وجدنا أطفال القرية يلعبون حفاة وسط القبور ونباح الكلاب القادمة من الجبل الشرقي، والمشهد الأول للقرية يوضح ما يعانيه قاطنوها من حياة تشبه الحياة البدائية.
وقال خلف محمد محمود، إن القرية لا يوجد بها خدمات وإن المدرسة الابتدائية هي المرفق الحكومي الوحيد بالقرية فلا توجد مدرسة إعدادية أو خلافه وأن أقرب مدرسة إعدادية من القرية في قرية المضل على بعد 3 كيلومترات من القرية.
ولفت إلى أن القرية بأكملها لا يوجد بها سوي خريج جامعة واحد فقط وهو حاصل على بكالوريوس هندسة منذ عامين وأن عدد الحاصلين على المؤهلات المتوسطة بالقرية يتراوح ما بين 15 إلى 20 خريجا وجميعهم من الذكور لأنه ما زال في معتقداتهم أن البنات من العيب أن تخرج وتتعلم.
وقال: "الأهالي يجدون صعوبة في الانتقال للبر الغربي من نهر النيل، فوسيلة المواصلات الوحيدة لهذه القرية هي المعدية أو المراكب الشراعية الصغيرة والتي كثيرا ما يتعرض المواطنون بسببها لكوارث وغرق الأهالي لعدم وجود الأمان لتلك المعديات وتجاهل المسئولين لنا وتركونا نعيش في العصر الحجري، حيث لا يوجد بالقرية وحدة صحية على الرغم من تعرض الكثير من أبناء القرية إلى لدغ العقارب والثعابين وعض الكلاب".
وفى قرية «بني عقبة» التابعة لمركز ببا أيضًا، حيث ألتقينا أحمد عادل محمود، مدرس، من أهالي القرية، فقال: "الوحدة الصحية كانت تعمل عقب إنشائها في عام 2007 إلا أنها عقب عامين تغيب الأطباء وأغلقت منذ عشر سنوات، وكانت تفتح فقط أيام جولات وزيارات المحافظين فقط".
وأضاف: "خاطبنا كافة المسئولين لإعادة افتتاح الوحدة الصحية إلا أن أحدا لم يستجب"، مشيرا إلى إن سيدات القرية يعانين أشد المعاناة من السير على الأقدام لأكثر من 5 كيلو مترات من أجل الحصول على خدمات تنظيم الأسرة وتطعيم الأطفال في أقرب وحدة صحية.
وفى قرية «دير الحديد» التابعة لمركز الفشن جنوب شرق المحافظة، ألتقينا نادية عبدالسلام، ربة منزل، فقالت: «المشكلة الكبيرة عندنا هي الفقر.. القرية لا يوجد بها سوى أناس قليلة تعمل في الحكومة والباقي عمال باليومية، وده ساعد على انتشار الفقر وتسرب التلاميذ من المدارس، لمساعدة أسرتهم في العمل لتوفير الاحتياجات الأساسية».
وأكدت نادية عبد السلام "أنه رغم هروب الأهالي للبناء أعلى الجبل من خلال تبرعات أهل الخير والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني إلا إننا فوجئنا، بقيام الدولة بمطالبة الأهالي بمبالغ باهظة بحجة أن المنازل مبناه على أراضى أملاك الدولة، الأمر الذي يهددنا بالسجن أو الطرد من تلك المنازل".
وأضاف المستشار هانى عبد الجابر، محافظ بني سويف، أن بني سويف من المحافظات الرائدة في مجال تفعيل المشاركة المجتمعية والشعبية من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والخيرية، والتي تشارك بشكل كبير في رفع مستوى المعيشة لأهالي القرى الفقيرة والأكثر احتياجًا، وكذلك إعادة إعمار منازل تلك الأسر الفقيرة والمنازل التي تشكل خطرًا على قاطنيها، خاصة الأسر الأكثر احتياجًا في القرى والمناطق النائية والمحرومة، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي «حياة كريمة» التي ستسهم بمزيد من التحسن في مستوى المعيشة المواطن.