«روز اليوسف» تروي القصة الحقيقية لاغتيال يوسف السباعي
في مجلة "روز اليوسف" عام 1978 يحكي الصحفى إبراهيم عزت قصة استشهاد الأديب المصرى يوسف السباعى، رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية، واحتجاز الرهائن التي انتهت بتدخل الصاعقة المصرية بالقبض على الإرهابيين في مطار لارناكا بقبرص فيقول:
وطبقا للمعلومات المختلفة يوم 15 فبراير وصل نيقوسيا أربعة أشخاص للتخطيط لعملية الاغتيال برئاسة عضو خامس وهو أردنى الجنسية اسمه سمير عبد القادر الذي أصدر أوامره إلى طقم الاغتيال المكون من زايد العلى المتهم الذي أطلق النار على يوسف السباعى مع عبد القادر وأمسك سمير إحدى القنابل اليدوية.
وأطلق زايد وسمير الرصاص على الشهيد وهو يتصفح أحد الكتب من مكتبة الفندق يوم 18 فبراير عام 1978، بعدها أقيمت أعجب عملية احتجاز رهائن في التاريخ كما يقول "كولين سميث" مراسل الأوبزرفر البريطانية، و"جوالكس موريس" مراسل الهيرالد تريبيون الأمريكية.
وجمع القتلة الرهائن وكانوا يتكونون من رجلى بوليس بأسلحتهما وثلاثة رجال، وطلب منهم زايد العلى تسليم أسلحتهم.
خرج القتلة والرهائن من الفندق في طريقهم إلى مطار لارناكا وفق طلب الإرهابيين.
الغريب أن حكومة قبرص خصصت سيارة لنقل قاتلى الشهيد إلى المطار، وكانت السلطات المصرية قد أرسلت إلى قائد الطائرة تبلغه قدوم فرقة خاصة لإنقاذ الرهائن والقبض على المقاتلين وتولى الرئيس القبرصى كبريانو مهمة الرد وطلب القاتلان من الرئيس القبرصى جوازي سفر قبرصيين مع تعهد مكتوب بإسقاط تهمة القتل والخطف عنهما وتخصيص طائرة خاصة لنقلهما خارج البلاد مع مبلغ 100 ألف دولار نقدا.
وافق كبريانو وأعد لهما بنفسه جوازى السفر، لكن أرسلت مصر طائرة تحمل قوات صاعقة مصرية بالتنسيق مع السلطات القبرصية.
ووقعت الخيانة العربية حيث أرسل الرئيس السورى حافظ الأسد والرئيس الفلسطينى ياسر عرفات والرئيس الليبى معمر القذافى طلبا إلى الرئيس القبرصى بعدم السماح للمصريين بإنقاذ الرهائن أو القبض على الإرهابيين.. ولدى مجلة روز اليوسف تسجيل كامل لهذه الاتفاقات.
وتغير موقف كبريانو وكان يبلغ القوة الفلسطينية الموجودة بمطار لارناكا بكل خطوة متفقا معهم على استعداده نقل القاتلين إلى بيروت.
وظل كبريانو يماطل قوات الصاعقة المصرية بإعطائهم مهلة، وأصدر تعليمات مشددة بمنع المصريين من القبض على القاتلين، كما أصدر الأوامر بإطلاق النار على رجال الصاعقة المصرية حال تدخلهم.
وثبت للسلطات القبرصية أن القاتلين عضوان في فريق تدريب على القتال في معسكر خاص بالمنظمة الفلسطينية.
لكن كان هناك موقف مشرف لرجال الصاعقة المصرية في مطار لارناكا فقد قاموا بعملياتهم بعد ساعتين كطلب السلطات القبرصية، وعند بدء العملية قام الحرس الوطنى القبرصى بإطلاق الرصاص عليهم وعلى طائرتهم إلا أن القوات المصرية اطلقت نيرانها في الهواء حفاظا على أرواح كل الموجودين في المطار، واستشهد منهم 15 فرد صاعقة ولم يقتل أحد من القبارصة، واستطاعت الصاعقة المصرية اقتحام المطار وإنقاذ الرهائن والقبض على قاتلي يوسف السباعي.