يوسف السباعي يكتب: خواطر شخصية
في مجلة روز اليوسف عام 1959 كتب الأديب الفنان يوسف السباعى الملقب بفارس الرومانسية (رحل في مثل هذا اليوم 18 فبراير 1976) بعضا من خواطره الشخصية يقول فيها:
«سألنى أحدهم عن اللماضة، فقلت هي إن يهاجم بعضهم الشاعر عزيز أباظة، لأن مسرحياته ومسرحيات كتاب المسرح الأصليين ستأخذ طريقها إلى المسرح في الوقت الذي سكت فيه هؤلاء المهاجمون عندما حرم المسرح من عزيز أباظة ومحمود تيمور وعلى أحمد باكثير وعبد الرحمن الشرقاوى وأمين يوسف غراب وغيرهم من كتاب المسرح.. فأين كانت غيرة هؤلاء على المسرح وقتذاك».
«رأيت مسرحية "ثمن الجريمة" في التليفزيون، واستطاعت المسرحية أن تطرد النوم من عينى بسياقها غير الممل وحسن أداء فؤاد شفيق وضابط المباحث والصحفية وأخيرا صوت سلوى محمود الذي جعلني أحس دائما أن مفتاح الصوت في التليفزيون بحاجة إلى تخفيض حتى لا أسمعها».
«ظللت أتوهم فترة طويلة أن المأمون أبو شوشة وهو يهوى التمثيل أنه ممثل ثقيل الدم، حتى رأيته في أحد برامج التليفزيون وهو يقلد الريحانى ويوسف وهبى وعلى الكسار، واقتنعت أنه من أخف الناس دما، وأنه يضيع وقته وجهده إذا لم يحترف التمثيل الكوميدى».
«ذهبت مع ابنى لمشاهدة فيلم (القرصان) ومشكلة الأفلام في بيتى مشكلة محيرة لأن الولد يأبى إلا أن يشاهد أفلام الحرب والضرب ورعاة البقر، والبنت تأبى إلا أن ترى الأفلام الناعمة، وكل منهما يأبى أن يرى أفلام الآخر، وذات مرة أكرهت الولد على أن يذهب معنا ليرى أحد الأفلام الناعمة فجلس بجوارى وأصر على أن يغمض عينيه حتى لا يرى السخافات التي يعرضها الفيلم الناعم.. وفجأة وبدون انذار حدثت معركة في الفيلم وبدأ الضرب وسمع الولد الطرقعة والانفجارات وهو مغمض العينين وظل مدة يقاوم، وأخيرا فتح عينيه فإذا بالضرب على أشده، فنظر إلى مغيظا، وقال: أما مقولتليش ليه أن الفيلم فيه ضرب.. وكان على البنت أن تغمض عينيها حتى تنتهى المعركة».
عندما انتهى عرض الفيلم نظر ابنى حوله فإذا به يجد صفا من السيدات يجلسن وراءنا فسأل في دهشة: "بيعملوا ايه دول هنا؟"، فأجبته ضاحكا "بيتمرنوا على معاملة أزواجهن".