رئيس التحرير
عصام كامل

بعد استقالة الأنبا سوريال.. ماذا عن مستقبل إيبارشية ملبورن؟

 الأنبا سوريال
الأنبا سوريال

قبل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية استقالة الأنبا سوريال، أسقف ملبورن بأستراليا، كما وافق على نقله للخدمة في إيبارشية لوس أنجلوس.


وتعتبر هذه المرة الأولى في تاريخ الكن القبطية الأرثوذكسية التي يقبل فيها استقالة أحد الأساقفة، حيث إن الاستقالة أمر من المحرمات، فأسقف المجلس يعتبر متزوجا لإيبارشيته وهو ما يصعب عليه تركها.

وطرح الأنبا سوريال، أسقف ملبورن استقالته من الخدمة في الإيبارشية على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرا عن محبته الخالصة لشعب الإيبارشية وكهنتها وجميع خدامها، مشيرا في الاستقالة إلى بعض الإنجازات التي قدمها للإيبارشية وتوابعها بأستراليا وخارجها.

استقالة الأنبا سوريال جاءت مسببة، حيث أكد أنه عانى كثيرًا من الإهانات والتهديدات، والطعن من آخرين، والثرثرة أيضا، وقال إنه لم يزعج الآخرين باستخدام القسوة، وتمنى أن لا يكون البعض متغطرسا بسبب خضوعه.

وأكد أسقف ملبورن أنه طوال فترة توليه الإيبارشية احتفظ بالكهنوت والأسقفية الطاهرة دون تشويه، مشيرا إلى أنه يخضع تمامًا للمجمع المقدس، لاختيار بديل آخر، وأكد إيمانه بأن النائب الحالي القس الأب جرجس الأنطوني سيكون قادرًا على رعاية الرعية في سلام وفضيلة، مرشحا إياه ليكون البديل الأفضل له لمواصلة العمل في الإيبارشية.

وشدد على أنه لم يكن أبدا يسعى وراء مكاتب أو ألقاب أو عروش، وهو يطلب أن يعيش الحياة الرهبانية التي أساسها العزلة في الصحراء، وأكد أن قرار الاستقالة نهائي، وكان يدرسه منذ فترة طويلة، وكتب الاستقالة بحرية تامة لا رجعة فيها.

وقبل البابا رسميا الاستقالة في ١٤ يناير الماضي خلال اجتماع لجنة الإيبارشيات الذي دعا إليه قداسة البابا بحضور ١٧ مطرانًا وأسقفًا، والذي انتهى بتوصية وليس قرارا جاء بها:

“بعد الاطلاع الكامل على التقارير العديدة المرسلة من إيبارشية ملبورن وزيارة نيافة الأنبا رافائيل وبعض الآباء الكهنة وعلى كل الاتصالات المستمرة منذ بداية الأزمة مع قداسة البابا ولجنة إدارة الإيبارشية، وجدنا أنه احترامنا للقوانين الأسترالية يتم تجميد علاقة نيافة الأنبا سوريال بإيبارشيته ملبورن وكل توابعها والقبول المبدئي لطلب إعفائه من الخدمة في ملبورن بناء على رغبته الشخصية، والتي أعلنها يوم ٥ نوفمبر ٢٠١٨، ودعوته إلى أحد أديرتنا القبطية في مصر أو خارجها للبقاء فيها دون أدنى مسئولية رعوية وطلبًا الخلاص لنفسه، وقد وقع الجميع على هذه التوصية”.

واجتمع قداسة البابا يوم ٣١ يناير مع سبعة آباء كهنة من ملبورن والمفوضين من قبل مجمع كهنة الإيبارشية للاطلاع على مستقبل الإيبارشية، وفى اليوم التالى أول فبراير اجتمع قداسة البابا مع نيافة الأنبا سرابيون مطران لوس أنجلوس بحضور الأنبا دانيال أسقف المعادى والسكرتير العام للمجمع المقدس، قدم خلاله الأنبا سرابيون خطابًا موقعًا من الأنبا سوريال يطلب الإعفاء النهائي من إيبارشية ملبورن وبعدم عودته راعيًا لها بأى صورة.

وقبل البابا تواضروس هذا الطلب ووافق عليه، كما قدم الأنبا سرابيون طلبًا بأن ينقل الأنبا سوريال إلى الخدمة بإيبارشية لوس أنجلوس بأمريكا، وقد وافق قداسة البابا على النقل.

وبعد استقالة أسقف ملبورن، وجد البابا تواضروس نفسه في موقف لا يحسد عليه، خاصة أن أمامه عدد من الملفات الساخنة التي يستوجب عليه معالجتها، خاصة ملف إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، والتي يطالب الشعب هناك تجليس الأنبا مكاريوس.

وأمام البطريرك خيارات أولها أن يتولى هو شخصيا مسئولية إيبارشية ملبورن مع لجنة إدارة خاصة، وذلك لحين تدبير رعايتها في الوقت المناسب.

وكشف مصدر كنسي أن البابا تواضروس اقترح على الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة تولي مسئولية إيبارشية ملبورن، بدلا للأنبا سوريال، لكن الأخير رفض، وخير البابا بين العودة لإيبارشيته أو الدير.

وقد يستمر وضع الإيبارشية إلى حين رسامة أسقف جديد، في موعد الرسامات المقرر لها في إبريل المقبل.
الجريدة الرسمية