4 أزمات تحاصر نتنياهو قبل الانتخابات
على الرغم من مساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لترتيب أوراقه للوصول إلى كرسي الحكم والفوز في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة المقرر لها في أبريل القادم، إلا أنه وقع في عدة سقطات خلال الأيام الأخيرة تنذر بتهديد شعبيته وتكشف عن تسببه في مشكلات دبلوماسية مع بعض الدول مثل بولندا.
أزمة بولندا وإسرائيل
وكان آخر تلك المواقف هو تسبب نتنياهو في أزمة دبلوماسية مع بولندا، وصفها الإعلام الإسرائيلي بالمحرجة نظرًا لتصريحاته غير المحسوبة التي ربط فيها بين بولندا والنازية وهو الأمر الذي أغضب البولنديين بشدة لدرجة أن رئيس الحكومة البولندية، ماتيوش مورافيسكي، أعلن أنه يدرس إلغاء مشاركته في قمة "فيسيجراد" التي ستعقد في إسرائيل الأسبوع المقبل، على خلفية تصريحات نتنياهو وقوله إن البولنديين تعاونوا مع النازيين، مما أثار الاستياء في بولندا.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية صباح اليوم الجمعة، أن الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وبولندا تفاقمت حيث يفكر رئيس الوزراء البولندي ماتياس مورافيتسكي في إلغاء زيارته لإسرائيل لحضور قمة "فيسيجراد" المقرر لها 18 فبراير الجاري.
زلات لسان نتنياهو جعلت الدبلوماسية الإسرائيلية تطهر سوءاته وتعدل من مواقفه، فبعد هذا الموقف أرسلت سفيرة إسرائيل في بولندا، آنا آزاري، رسالة إلى مكتب رئيس الوزراء البولندي، في محاولة لتجميل تصريحات نتنياهو، التي أدلى بها خلال لقاء صحفي مع المراسلين الإسرائيليين، وقالت إن نتنياهو لم يقل أن الأمة البولندية ارتكبت جرائم ضد اليهود، لكن البولنديين تعاونوا مع النازيين، وذلك للتخفيف من وطأة التصريحات التي أغضبت بولندا.
وفي الموقف ذاته أثبت نتنياهو أنه منافق وله وجهين، وهذا ما ألمح إليه البولنديون وأشاروا إلى نفاق نتنياهو، موضحين أن تصريحاته الحالية تتناقض مع تصريحات له سابقة بعد تعديل قانون حول محرقة اليهود حيث قال: "يقع على عاتق إسرائيل وبولندا مسئولية مشتركة في تذكر المحرقة ومن الواضح أن هذه جريمة نازية بحق اليهود ومنهم يهود بولنديون".
إعلان الحرب على إيران
ومن المواقف الأخرى المحرجة لنتنياهو على المستوى الخارجي قبل الانتخابات هي تغريدة له حول اعتزامه الدخول في حرب ضد إيران، وقرر نتنياهو التحايل وتوريط المترجم فيها وحسب مزاعم الإعلام الإسرائيلي، فإن التغريدة تم ترجمتها على أنه كان ينوي تجنيد ائتلاف لشن حرب عسكرية ضد إيران، في حين أنه قصد النضال ضد الجمهورية الإسلامية.
وبناء على ذلك قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، استبدال التغريدة التي كتبها عن إيران بعد أن أثارت ضجة كبيرة، ورغم أن نتنياهو استخدم الكلمة بالفعل، لكن موقفه يدلل على حالة الارتباك التي يمر بها قبل الانتخابات.
ومن جانبه ذكر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي ترجم أقوال نتنياهو إلى الإنجليزية في صفحته على تويتر كلمة "war" أي "حرب" فأدى إلى أن تُفهم أقواله وكأن إسرائيل تسعى إلى تجنيد ائتلاف للعمل عسكريًا ضد إيران، وكان نتنياهو يقصد بحسب الإعلام الإسرائيلي باللغة العبرية كلمة "حرب" بمعنى النضال.
مزاعم زيارة الخرطوم
ومن المواقف الأخرى التي تثبت كذبه وإحراجه أمام شعبه قبل الانتخابات هو ترويجه لزيارة دول عربية قريبًا وكذلك دولة السودان، ليصدر بيان عن الخرطوم ينفي كذبه وادعاءه ويؤكد أن نتنياهو لا يمكنه زيارة الخرطوم وقال البيان: "نحن مرتبطون بالقضية الفلسطينية".
إفشاء أسرار البلاد
يأتي ذلك في ظل اتهامات داخلية بإفشاء نتنياهو لأسرار بلاده، حيث اتهم الجنرال الإسرائيلي والمنافس الأبرز لنتنياهو في الانتخابات، بيني جانتس، الذي أسس حزب "الحصانة لإسرائيل"، نتنياهو، بأنه كسر سياسة الغموض عندما تفاخر بعمليات سرية للجيش الإسرائيلي.
ولاقت تصريحات جانتس تأييدًا بين صفوف الإسرائيليين، وكل ذلك يقلل من رصيد نتنياهو لدى الناخبين الإسرائيليين ويبرز المشكلات التي تحيط به وتجعل فرص فوزه في الانتخابات المقبلة ضعيفة.