رئيس التحرير
عصام كامل

محاكمة 10 موظفين بالأوقاف بتهمة شراء أسهم الهيئة ببعض الجهات لحسابهم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أمرت هيئة النيابة الإدارية، بإحالة عشرة متهمين من كبار الموظفين العموم للمحاكمة العاجلة، بتهمة ارتكاب مخالفات جسيمة شابت عمليات بيع وشراء الأسهم المملوكة لهيئة الأوقاف ببعض الجهات.


ضمت قائمة المتهمين، رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية السابق، ومدير عام الحسابات ومندوب وزارة المالية بهيئة الأوقاف المصرية، ووكيل إدارة الحسابات بهيئة الأوقاف المصرية ومندوب وزارة المالية بها، ومدير عام هيئة الأوقاف المصرية والقائم بعمل رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية، ورئيس الإدارة المركزية للشئون الاقتصادية والاستثمار بهيئة الأوقاف، ورئيس جهاز الإسكان الاجتماعي بوزارة الإسكان والمرافق، والقائم بعمل رئيس مصلحة الشهر العقاري آنذاك وحاليًا بالمعاش، ورئيس قطاع المديريات الإقليمية بوزارة الأوقاف آنذاك وحاليًا رئيس قطاع الخدمات المركزية بالوزارة المذكورة، ورئيس الهيئة المصرية العامة للمساحة آنذاك وحاليًا بالمعاش، والمستشار القانوني للرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار.

وأمرت النيابة بإبلاغ كلٍ من إدارة التفتيش الفني على الإدارات القانونية بوزارة العدل لإحالة محام بالإدارة المركزية بهيئة الأوقاف المصرية للمحاكمة التأديبية، ورئيس مجلس الوزراء للإحاطة واتخاذ ما يلزم طبقًا لأحكام القوانين واللوائح المنظمة بشأن ما أثير قبل كل من نائب محافظ البنك المركزي ورئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب للاستثمارات ومستشار وزير التنمية المحلية ووزير المالية الأسبق بوصفهم أعضاء بمجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية، وإبلاغ رئيس جامعة الأزهر للإحاطة بالعلم لإعمال شئونه طبقًا لأحكام القوانين واللوائح المنظمة، حيال ما أثير قبل نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري بوصفه عضوًا بمجلس إدارة هيئة الأوقاف، وحيال ما تبين من أن نيابة الأموال العامة العليا تباشر تحقيقاتها في الشق الجنائي للواقعات، ومن ثم فقد تم إخطارها بنتائج التحقيقات ضمًا للتحقيق الذي تباشره بالفعل في هذا الصدد.

وكانت النيابة الإدارية قد تلقت بلاغ وزير الأوقاف ضد رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف آنذاك والمنتهية خدمته بتاريخ ٢٩ أبريل ٢٠١٨ لقيامه ببيع بعض أسهم الهيئة ببنك الإسكان والتعمير دون الحصول على موافقة مسبقة من مجلس إدارة الهيئة ودون العرض على مجلس الوكلاء بالوزارة.

وإذ باشر المكتب الفني لرئيس الهيئة، التحقيقات في القضية رقم ٧٧ لسنة ٢٠١٨، كشفت التحقيقات عن قيام المتهم الأول بصفته رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية باتخاذ إجراءات بيع عدد ما يزيد عن ١١ مليون سهم والمملوكة لهيئة الأوقاف المصرية بسوق رأس المال مقابل مبالغ مالية إجماليها ما يزيد عن ٤٧٠ مليون جنيهًا (أربعمائة وسبعين مليون جنيه) بموجب أوامر بيع صادرة عنه منفردًا لشركات تداول الأوراق المالية المتعاقدة مع الهيئة.

كما قام باتخاذ إجراءات شراء ما يزيد على ٦٥ مليون سهم لصالح هيئة الأوقاف المصرية بقيمة إجمالية تزيد عن ٨٢٦ مليون جنيه (ثمانمائة وستة وعشرين مليون جنيه) بموجب أوامر صادرة عنه منفردًا لشركات تداول الأوراق المالية المتعاقدة مع الهيئة ودون عمل إجراء دراسات فنية واقتصادية ومالية تؤكد جدوى تنفيذ تلك العمليات وتقطع بالنفع من ورائها بما يحقق سلامة الاستثمار، ودون موافقة مجلس إدارة الهيئة قبل تنفيذ عمليات البيع أو الشراء باعتباره السلطة المختصة.

وكشفت التحقيقات أنه كان ضمن عملية بيع تلك الأسهم، نحو ٨ ملايين سهم تخص بنك التعمير والإسكان ترتب عليها حرمان الهيئة من قيمة الأرباح المحققة الموزعة على المساهمين بقيمة إجمالية مقدارها ما يزيد على ٢٠ مليون جنيه (عشرين مليون جنيه).

وعلى الرغم من قرار مجلس إدارة الهيئة في اجتماعه بتاريخ ٤ مايو ٢٠١٧ بعدم تقليص الأسهم المملوكة للهيئة في بنك التعمير والإسكان حتى لا تحدث هزة مالية بهذا المصرف القومي لخطورتها على الأمن القومي، إذ أن مجلس إدارة الهيئة هو السلطة المهيمنة على شئونها وتصريف أمورها واقتراح السياسة العامة التي تسير عليها الهيئة وله أن يتخذ ما يراه من قرارات لتحقيق الغرض الذي أنشئت من أجله الهيئة ومنها رسم السياسة العامة لإدارة واستثمار أموال الوقف لتحقيق أقصى عائد ممكن من الربح والمنفعة المالية بناءً على أسس اقتصادية سليمة وأن دور رئيس مجلس إدارة الهيئة يقتصر على تنفيذ قرارات مجلس الإدارة.

وتبين من البحث في قوائم البورصة المصرية أن تلك الأسهم والتي كانت مملوكة لهيئة الأوقاف المصرية من أسهم بنك التعمير والإسكان قد تم بيعها لمواطنين وليس لجهات تتبع ميزانيتها المالية الموازنة العامة للدولة وهو أمر قد يكون له أثر بالغ الخطورة متى تم التصرف في تلك الأسهم بشكل عشوائي وفردي من قبل ملاكها الجدد أخذًا في الاعتبار طبيعة هذا المصرف القومي ونشاطه المؤثر في مجال بالغ الحساسية وهو مشروعات التعمير والإسكان.

كما أن المتهم الأول قام بإصدار تعليمات لإحدى الشركات الخاصة بتداول الأوراق المالية لبيع وشراء عدد من الاسهم المملوكة للهيئة مقابل حصول تلك الشركة على عمولات سمسرة بالزيادة عن قيمة عمولات السمسرة المقرر حصول شركة أخرى متعاقد معها نظير تنفيذ العمليات ذاتها مما ترتب عليه تحمل هيئة الأوقاف المصرية مبلغ ٢٨٧ ألف جنيه (مائتين وسبعة وثمانين ألف جنيه) دون وجه حق قيمة الفروق المالية بين العمولة المستحقة للشركتين المذكورتين إذ إنه كان يتعين عليه إسناد تلك الأعمال للشركة الأقل تكلفة من حيث العمولة.

كما قام بإبرام تعاقدات مع عدد من الشركات لتداول وسمسرة الأوراق المالية خلال العام المالي ٢٠١٧ / ٢٠١٨، لفتح حسابات لتداول الأوراق المالية بموجب الاتفاق بالأمر المباشر مقابل حصول تلك الشركات على عمولات سمسرة بقيمة إجمالية ما يقارب مليون ونصف جنيه متجاوزًا النصاب المالي المحدد له بلائحة الهيئة المقدر بمبلغ ٥٠٠ ألف جنيه (خمسمائة ألف جنيه ) دون موافقة مجلس إدارة الهيئة المذكورة بصفته السلطة المختصة.

وكشفت التحقيقات عن قيام المتهمين الثاني والثالث بالتوقيع على خطابات التحويلات البنكية الصادرة عن إدارة الاستثمار بهيئة الأوقاف المصرية، والبالغ عددها إثنين وسبعين خطابًا الموجهة إلى البنوك التي توجد للهيئة حسابات خاصة بها، بما يفيد الموافقة على صرف قيمة الأسهم المشتراة بموجب أوامر صادرة عن رئيس مجلس إدارة الهيئة منفردًا، بقيمة إجمالية تقدر بما يزيد على ٨٠٠ مليون جنيه، ولم يعترضوا على الصرف بتلك الطريقة ودون اتخاذ الإجراءات القانونية المقررة قانونًا.

وكشفت التحقيقات أيضًا عن عدم قيام باقي المتهمين بصفتهم أعضاء بمجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية، باتخاذ أي إجراء حيال قيام المتهم الأول بالتصرف في أموال الوقف بالهيئة بالبيع والشراء بموجب أوامر فردية صادرة عنه منفردًا، دون العرض على مجلس إدارة الهيئة قبل إجراء هذه العمليات ودون إجراء دراسات مالية واقتصادية تؤكد جدوى تلك العمليات رغم اتصال علمهم بهذه العمليات مما ترتب عليه إلحاق أضرار مالية بالهيئة المذكورة.

وأسفرت التحقيقات عن عدم قيام كلٍ من الآتي وصفهم نائب محافظ البنك المركزي ورئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب للاستثمارات ومستشار وزير التنمية المحلية ووزير المالية الأسبق ونائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري بوصفهم ضمن أعضاء مجلس إدارة الهيئة سالفة الذكر باتخاذ ثمة إجراء حيال قيام رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية السابق بالتصرف في أموال الوقف بالهيئة المذكورة بيعًا وشراءً، وذلك رغم علمهم بما تم تنفيذه من عمليات البيع والشراء ودون الاعتراض على ذلك، وذلك بصفتهم ضمن أعضاء المجلس الذين قد حضروا بتلك الصفة اجتماعات مجلس الإدارة.

وبناءً عليه قامت النيابة بمواجهة المتهمين بما نسب إليهم كلٍ في حدود اختصاصه وانتهت إلى قرارها المتقدم بإحالة المتهمين للمحاكمة العاجلة، خاصة مع التنويه بأن الضرر المالي الذي تسبب فيه المتهمين في تلك الواقعات قد يفوق وبكثير ما ثبت من واقع التحقيقات وسيظل من العسير تحديده على وجه القطع إلا عند تداول تلك الأسهم المباعة والمشتراة، إذ أن تذبذب أسعار الأسهم صعودًا وهبوطًا وإن كان سمة سوق المال والبورصة المالية إلا أن الشراء والبيع خاصة للأسهم المملوكة للدولة والتي تعد مالًا عامًا لا بد وأن يكون على دراسات جدوى مالية واقتصادية مؤسسة بشكل علمي متخصص يراعي كافة الأبعاد الاقتصادية والمالية والأمن القومي، وهو ما غاب تمامًا عن تصرفات المتهمين في الأسهم محل التحقيق فجاء تصرفهم واعتمادهم بيع وشراء تلك الأسهم خاليًا من أي دراسات علمية أو اقتصادية يمكن التعويل عليها في اتخاذ تلك القرارات.
الجريدة الرسمية