رئيس التحرير
عصام كامل

فكرى أباظة يكتب: على قهوة الفن

فكرى اباظة
فكرى اباظة

في مجلة المصور عام 1954 كتب الصحفى الساخر فكرى أباظة مقالا قال فيه: في مدينة "فيشى" الفرنسية قهوة عالمية اسمها قهوة الفن، زبائنها من الفنانين والفنانات، موسيقيون وممثلون وفنانون تشكيليون من الذين يفدون من أكبر مسارح باريس إلى"فيشى" أثناء الموسم.

والعجيب أن هذه القهوة كأية قهوة عادية في شارع محمد على أو حى السكاكينى،، لكن أهل الفن لهم كل الولاء لقهوة الفن حيث لها جو فن ورائحة فن.

وأنا فنان قديم مثلت العديد من الأدوار في روايات إنجليزية، كما أن أصدقاء الصبا يعلمون أنى ألفت ولحنت مائتى قطعة من القطع الموسيقية الخالدة، وما أزال أؤلف وألحن وأوقع، لهذا كانت قهوة الفن قهوتى التي التقيت فيها أشهر الممثلين والممثلات والموسيقيين.

ذات ليلة كنا مجتمعين بعد منتصف الليل بالقهوة، وجاء موضوع الحب فكان محل بحث ظريف، قالت إحدى البريمادونات: فين الحب ده؟ إنه أصبح تاريخا.. تبادل العواطف أصبح بالتليفون، لقد ولى عهد الحب وراح، الحب كان زمان، وآه يا زمان.

قالت الثانية: من يوم ما اخترعوا القنبلة الذرية أصبح الحب حبا ذريا صاروخيا!
 
وقال زعيم الجلسة الكبير: كانت القلوب فيما مضى صالحة للحب لما كان فيه خير ورزق وأمان واطمئنان، لكن بعد أن خلفت الحروب الفقر والحاجة واللهفة على لقمة العيش وحب الذات لم يجد الحب مكانا فراح.

وأنا ــ فكرى أباظة ـــ أقول هذا حقيقى، فالحياة اليوم عنيفة شاقة، ففى فرنسا يشكون من كثرة الضرائب،وهى تجر وراءها الفساد، فكل شيء عليه ضريبة حتى الابتسامة، الشيء الذي يكلفنى في مصر قرش صاغ يكلفنى هنا في باريس مائة قرش، والدواء الذي أشتريه بخمسة قروش أجده هنا بستين قرشا.

لكن فرنسا تحاول تخفيف حدة الأزمة على مواطنيها، فتصرف علاوات على إنجاب الأبناء وأقل مرتب لموظف في فرنسا يوازى 33 جنيها مصريا، لكنى والحق جئت إلى هنا لأرى كيف حول المسئولون هذه البلديات المتواضعة إلى جنات جميلة رائعة.

ومن هنا أرجو من الوزير عبد اللطيف البغدادى أن ينتبه إلى المدن في مصر وخاصة مدينة حلوان، لكن حذار أن تتولى أمرها الحكومة فالميرى لا يخلق مدنا جميلة.
الجريدة الرسمية