السجائر «المضروبة» الطريق للموت السريع.. 75% من العبوات المطروحة في السوق «مقلدة».. العاطلون والشباب الأكثر استهلاكا.. والأطباء: مخلوط بمبيدات حشرية تصيب بالسرطان
الغش وانعدام الضمير يضر بالكثير من السلع والمنتجات ويؤثر على صحة المواطنين، ولا يتوقف الأمر على المنتجات المفيدة لصحة الإنسان ولكنه طال أيضا السجائر الضارة بصحة الإنسان في الأساس، فهناك مافيا في مصر تعمل على تقليد السجائر، سواء المحلية أو الأجنبية؛ ما يسبب أضرارا كبيرة على صحة المواطنين.
القضية فجرها، الدكتور محمد فؤاد، عضو مجلس النواب، عندما أكد أن سجائر كليوباترا مُقلدة "مضروبة" تم تصنيعها خارج البلاد وتدخل الأسواق ويتم ترويجها وبيعها للمواطنين، لافتا إلى أن تلك السجائر يتم تصنيعها في ألبانيا والجبل الأسود، وأن العلبة تدخل مصر بسعر 4 جنيهات فقط.
أكد "فؤاد" أن نسبة السجائر المضروبة تمثل أكثر من 30% من السوق المحلى، مشيرا إلى أن الشركة الشرقية للدخان تورد نحو 56 مليار جنيه للخزانة العامة، ما يمثل نحو أكثر من 5% من دخل مصر.
غرق السوق
الكارثة الأكبر كشفت عنها دراسة أُجريت تحت عنوان «تقييم تجارة التبغ غير المشروع في مصر 2016/ 2017»، وأعدتها 3 جهات رسمية هي وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، وأعلنت نتائجها في مؤتمر صحفي أن 3 أنواع من السجائر «المقلدة والمغشوشة» تمثل نحو 75% من حجم سوق الاتجار غير المشروع بالتبغ في مصر، وهى سجائر «كاريليا»، وهى نوع يوناني، و«LM»، و«كليوباترا».
وأظهرت نتائج الدراسة أن سجائر «كاريليا»، تتصدر الاتجار غير المشروع بالتبغ بواقع 32.7% من السوق، تليها«LM» بـ23.2%، ثم «كليوباترا» بـ19.1%، ثم «مارلبورو» بـ7.4%، و«كينج» بـ3.1%، و«ميريت» بـ2.5%، و«وينستون» بـ2.3%، و«روثمان» بـ1.6%، ثم منتجات أخرى بنسبة 8.2%، مشيرة إلى أن أعلى نسبة لمدخنى تلك السجائر هم الفئة العمرية من 15 إلى 19 سنة بـ17.6%.
وعن الشرائح التي تستهلك تلك السجائر المقلدة، أوضحت الدراسة أن العاطلين هم أعلى فئة يستهلكونها بـ31.1%، وتأتى ربات المنازل في الفئة الثانية بـ14.3%، والمحالين على المعاش بـ11.1%، ثم الطلبة بـ10.4%، ثم العمال بمختلف فئاتهم بـ8%.
وبلغة الأرقام، كشف أيضا الدكتور عصام مغازى الخبير بمنظمة الصحة العالمية ورئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر في تصريح صحفي أن نسبة السجائر المقلدة والمضروبة بالسوق المصرى، وفقا لآخر الإحصائيات الصادرة عام 2012 تبلغ 21% وهو حجم التجارة غير المشروعة للتبغ في مصر بما يعادل 20 مليار سيجارة، وبما يقدر بـ3.8 مليار جنيه مصرى سنويا.
اقرأ..رابطة تجار السجائر تكشف الأنواع «المضروبة والمغشوشة» في الأسواق
خطورة السجائر المضروبة
أما خطورتها على الصحة فكما أوضحت العديد من الدراسات الأجنبية، تتمثل في زيادة نسبة الإصابة بأورام الكبد والرئة والمخ بنحو من 25 إلى 50% من نسبتها الحالية، كما تعتبر من أخطر أنواع السرطانات ولا علاج لها، وما يعطى للمريض من أدوية كيماوية وإشعاعية مسكنات، كما أنها تعتبر أشد فتكا وخطورة من السجائر العادية حيث كلما قل سعر السجائر كلما زادت خطورتها على المواطن.
المبيدات الحشرية
المبيدات الحشرية العامل الأساسي في السجائر المضروبة، حيث أكد الدكتور طه عبدالحميد، أستاذ الصدر بجامعة الأزهر، أن تلك الأنواع من السجائر يتم صناعتها بصورة غير مطابقة للمواصفات، حيث يقوم الفلاح برش التبغ بمبيدات حشرية لمكافحة الحشرات التي تتغذى على التبغ تلك المبيدات مسرطنة، تزيد نسبة العامل المسرطن في السجائر، مما يساعد على زيادة انقسام الخلايا داخل الجسم، بدلا من مرة كل 48 ساعة، تنقسم الخلايا مرة كل ربع ساعة، بما يسرع ويزيد من معدلات الإصابة بسرطان الرئة.
وأيضا الرصاص من أهم صفات السجائر المضروبة، حيث يؤثر على كرات الدم الحمراء، بما يزيد الإصابة بالأنيميا ويدمر خلايا المخ والجهاز العصبي.
جودة التبغ
وفي نفس السياق، أوضح الدكتور جمال شعبان، أستاذ أمراض القلب، إن السجائر المضروبة في مصر بصفة عامة تصنع من أسوأ وأخطر أنواع التبغ على الإطلاق، بسبب سوء جودته، فهو ما يجعل الإصابة بأمراض القلب للمصريين أسهل ما يمكن فهناك تأثيرات مضاعفة عن تعاطي تلك السجائر.
وأوضح طبيب الأمراض القلبية، أن السجائر المضروبة ترفع من معدلات الإصابة بالسرطان، وأيضا تتسبب في أزمات في الشرايين والأوعية الدموية تمهيدا للإصابة بأمراض تصلب الشرايين، هذا بجانب الأمراض السرطانية التي تسببها تلك السجائر.
تابع..3 فروق بين السجائر العادية و«المضروبة»
أضرار السجائر
بينما أكد الدكتور محمود عبد المجيد، مدير مستشفى الصدر بالعباسية سابقا أنه لا يصدر حتى الآن أي دراسات مصرية حول مكونات السجائر المضروبة داخل الدولة وأضرارها، ولكنها من المعروف أنها أشد فتكا من السجائر العادية، مشيرا إلى أن السجائر العادية تتسبب في الإصابة بالسدة الرئوية والفشل الكلوي، كما تعرض المدخن للإصابة بقرحة في المعدة وجلطات في المخ والقلب، وأيضا الإصابة بكافة أنواع السرطان وعلى رأسهم سرطان اللسان واللثة، كما تقلل نسبة الخصوبة لدى الرجال والنساء.