رئيس التحرير
عصام كامل

أبشروا.. فتنة (الكبار) على الأبواب!


للأسف الشديد.. لا أحد يتعلم من دروس الماضي ولا أحد يتذكر بأن التعصب والفتنة الكروية السابقة تسببت في موت ما يقرب من 100 فرد من الجماهير في واقعتين ما زال الألم يعتصر القلوب في ذكراهما.. وها هي الفتنة الكروية تعود من جديد بشكل "مودرن" وجديد عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.. ويقودها للأسف الشديد أشخاص من المفترض أنهم كبار ويدركون حجم المسئولية.. فتحولت القيادة للفتنة الكروية من "الكابوهات" إلى المسئولين.


ما نعيشه خلال هذه الفترة من واقع أليم حول أحوال الكرة المصرية يدعو للغثيان وينذر بخطر جديد قادم قد يتسبب أيضا في مأساة كروية جديدة، خاصة في ظل دخول كبار المسئولين في "اللعبة" وانسياق الجماهير غير الواعية في إشعال هذه "اللعبة" بشكل غريب وجديد على الكرة المصرية.

والغريب أن الموضوع لم يعد يتلخص في جماهير ناديين فقط هما الزمالك والأهلي، ولكن تخطى هذه المرة كل الأسوار ووصل إلى مجموعات مصالح وراءها عدد من المتعصبين، ولذلك اختلط الحابل بالنابل، ولم يعد أحد يعرف إلى أين ستكون النهاية في ظل دخول مسئولين كبار عن الرياضة المصرية في تزكية هذا التعصب وهذه الفتنة بقصد أو دون قصد.

فمن يتابع ما يحدث خلال الفترة الماضية يتأكد تماما بأن المستقبل القريب ربما يكون مؤلما في حالة استمرار مثل هذه المهازل التي تخطت حدود الرياضة والتشجيع، ولم يعد الأمر مرتبطا بالفوز بمباراة أو بطولة بل وصل إلى مرحلة الفوز بجولات كلامية هيستيرية بين كافة المتصارعين واستعراض القوة ومحاولة إثبات بأن هذا أقوى من هذا.

والعجيب أن كل هذا يحدث ومصر مقبلة بعد عدة شهور قليلة على تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية التي من المفترض أن تكون سببا في التوحد لا التشتت.. وكيف يحدث هذا التوحد ونحن نجد رجالا كبارا بعقول صغيرة يتمادون في تزكية التعصب والفتنة الكروية.. وكيف يحدث ذلك ونحن لا نجد رجال عقلاء يتدخلون لتهدئة الأجواء بعيدا عن كل هذا "العك" المستمر داخل الوسط الرياضي.

وما يؤلم في الحقيقة هو أن البعض يشير بأصابع الاتهام إلى الحكومة التي تتراخى في حساب أصحاب الفتنة، وهنا يجب تذكير الجميع بأنه قبل حادثة إستاد بورسعيد الشهيرة كان يقال مثل هذا الكلام.. ونفس الأمر قبل حادثة إستاد الدفاع الجوي.. إذن نحن أمام مقدمات لكارثة جديدة لو فعلا صحت هذه الشائعات.

استفيقوا يا سادة.. فالفتنة الكروية بدأت، وتسير بخطى ثابتة نحو حدوث كارثة جديدة، ووقتها لن ينفع الندم، وبكل أسف سيكون الكبار أصحاب العقول الصغيرة سببا رئيسيا فيها.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..
الجريدة الرسمية