عرض وتحليل نقدي لكتاب بول ماسون
عقد اليوم معهد التخطيط القومي الحلقة الخامسة من ضمن نشاط المتابعات العلمية للعام الأكاديمي 2018/2019، تناول فيها الدكتور إبراهيم العيسوي، الأستاذ بمركز السياسات الاقتصادية الكلية بالمعهد، عرضًا وتحليلًا نقديًا لكتاب بول ماسون ما بعد الرأسمالية دليل لمستقبلنا.
ترجع أهمية تقديم كتاب بول ماسون إلى أهمية الموضوع محل البحث فيه، وكونه موضع اهتمام قديم ومتجدد، وكذلك كونه يمثل نمطًا من أنماط التفكير في علاقة التطور التكنولوجي بتطور النظم الاجتماعية، يتشارك فيه المؤلف مع كتاب آخرين بدرجة أو بأخرى.
تميز الكاتب من حيث إنه يجمع بين صفة الباحث العلمي المدقق، وصفة المتابع عن كثب للأحداث الاقتصادية والسياسية في دول شتى، بحكم عمله الإعلامي والصحفي.
وتناول الكتاب ثلاث أسئلة رئيسية يحاول تقديم إجابات عنها تمثلت في هل للرأسمالية مستقبل في عصر يشهد تطورات مذهلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويتحول فيه الاقتصاد– خاصةً في الدول المتقدمة- إلى اقتصاد قائم على المعرفة؟ وما الصورة المتوقعة للنظام الاقتصادي-الاجتماعي المستقبلي، أي نظام ما بعد الرأسمالية؟ وما القوى الاجتماعية التي ستتكفل بالتحول إلى نظام ما بعد الرأسمالية، وكيف ستتم عملية التحول؟
ودارت المناقشات والمداخلات حول عدة نقاط يتمثل أهمها في ضرورة أن تأخذ الدول المختلفة في الاعتبار التوجه العالمي للاقتصاد عند صياغة ووضع تصور لنظام اقتصادها الخاص وضرورة دراسة وتبني مفهوم اقتصاد السوق الاجتماعي وضبط الأسعار وتعزيز دور الدولة من خلال أجهزتها المختلفة المختصة بذلك، كأجهزة رقابة الأسواق وحماية المستهلك وتشجيع المنافسة.
وأهمية معالجة والنظر للموضوع بصورة منظومية وعدم الفصل بين المكونات الفرعية المختلفة للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وغيرها، مما يؤدي لدراسة وتحليل الوضع بصور شمولية والوصول إلى حلول وتصورات واقعية قابلة للتطبيق.
وجانب المؤلف الصواب في اعتبار قضايا السكان والتغيرات البيئية صدمات خارجية لنظام الاقتصاد العالمي، بل ما هي إلا انعكاسات لوضع وطبيعة النظم الاقتصادية القائمة التي تغفل كثيرًا من مثل هذه العوامل والاعتبارات.