مصادر: اقتراح بنشر 10 آلاف مقاتل عربي وكردي شرق سوريا
عرض رئيس «تيار الغد» السوري أحمد الجربا على مسئولين أمريكيين وأتراك ورئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني نشر نحو 10 آلاف مقاتل عربي وكردي في «المنطقة الأمنية» شمال شرقي سوريا، بحسب مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط».
ويعمل أحمد الجربا، مع واشنطن وأنقرة وأربيل على بلورة خطة لنشر نحو 10 آلاف مقاتل عربي وكردي في «المنطقة الأمنية» التي تعمل أمريكا وتركيا على إقامتها في منطقة تساوي مرة ونصف مساحة لبنان، وتقع بين نهري الفرات ودجلة، شمال شرقي البلاد، بعد الانسحاب الأمريكي منها.
وحسب المصادر، فإن الخطة التي تبلورت ملامحها بعد أسابيع من قرار الرئيس دونالد ترامب، خلال اتصاله مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 14 ديسمبر الماضي، «الانسحاب الكامل السريع» من سوريا، ستخضع خلال اجتماعات اللجنة الأمريكية - التركية في واشنطن، والتحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة أمريكا، غدًا وبعد غد، لوضع لمسات أخيرة.
وتتضمن عناصر الخطة عمومًا إقامة «منطقة أمنية» بين جرابلس، شمال حلب، وفش خابور، على حدود العراق شرقًا، أي بطول يصل إلى 500 كلم، وعمق يتراوح بين 28 و32 كلم، مما يساوي نحو 15 ألف كيلومتر مربع، بمساحة تساوي أكثر من مساحة لبنان مرة ونصف المرة.
ونقلت المصادر الدبلوماسية عن مسئول أمريكي قوله للجربا، في لقاءات عقدت شرق سوريا، إنه «ليس هناك خيار أفضل من هذا لنشر قواته في المنطقة الأمنية، والفصل بين الأطراف، بما فيها الفصل مع (قوات سوريا الديمقراطية)»، التي تضم «وحدات حماية الشعب» الكردية، وقدم التحالف الدولي لها الدعم ضد «داعش»، وكانت «قوات النخبة» قد قاتلت إلى جانبها في معارك طرد «داعش» من الرقة.
وقالت المصادر: "إذا كان امتداد المنطقة الأمنية واضحًا بين جرابلس وفش خابور، فإن عمقها يختلف من مكان لآخر، إذ يتراوح بين 28 و32 كلم في مناطق تل أبيض والمالكية وعامودا، مع استثناء مدينة القامشلي بسبب وجود مربع أمني لدمشق، يتضمن مقرات أمنية وعسكرية".
وأضافت المصادر أن الخطة تتضمن أيضًا دعم المجالس المحلية في عين العرب (كوباني) ورأس العين وتل أبيض وباقي المنطقة، بحيث تكون «القوات العربية - الكردية» الجديدة المنتشرة غطاء لهذه المجالس.
وأوضحت المصادر أن مسؤولين أمريكيين وأتراكًا وبارزاني دعموا اقتراح الجربا بنشر بين 8 و12 ألف مقاتل من «قوات النخبة» التابعة له ومن «البيشمركة» التي تضم مقاتلين أكرادًا وسوريين تدربوا في إقليم كردستان، وإمكانية توفير دعم جوي أمريكي للقوة من قاعدة «عين الأسد» غرب العراق ومن قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا.
في المقابل، شكك قياديون في «الوحدات» في إمكانية نجاح هذا المقترح وواصلوا محادثاتهم مع موسكو ودمشق للوصول إلى ترتيبات بعد انسحاب أمريكا، واقترحت روسيا، من جهتها، تفعيل «اتفاق أضنة» السوري - التركي.