رئيس التحرير
عصام كامل

كتاب «شهيب».. والإجابة عن أسئلة مهمة!


في كتابه المهم الذي صدر أخيرًا بعنوان "335 يومًا من حكم المستشار" يجيب فيه مؤلفه "عبد القادر شهيب" عن أسئلة عديدة مهمة دارت في عقولنا جميعًا عن تلك الفترة التي حكم فيها المستشار "عدلي منصور" مصر.. منها مثلًا: ما الذي دار في اجتماع الثالث من يوليو الذي اختير فيه "عدلي منصور" لإدارة شئون البلاد..


ولماذا امتد زمن الاجتماع لست ساعات.. وكيف دارت المناقشات بين الحضور.. وما وجهات النظر التي تداولوها فيما بينهم.. ولمَ رفضوا مقترح الفريق السيسي بعمل استفتاء شعبي حول إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. وكيف تلقى "عدلي منصور" نبأ تكليفه برئاسة الجمهورية بعد عزل "مرسي".. ومنْ أبلغه بتأمين الحرس الجمهوري منزله ليلة حلف اليمين الدستورية.

وهل تردد في قبول تلك المهمة الصعبة أم قبلها على الفور.. ومنْ اختار مساعديه ومستشاريه.. وعلى أي معايير اختارهم.. ومن كانوا في طليعة زواره بعد قبول المهمة.. وكيف كان يتخذ قراراته.. وهل أملى أحد عليه شيئًا منها.. وكيف استطاع التوفيق بين ضمير القاضي وعقل السياسي..

ولمَ استجاب لطلب "أبوالفتوح" و"مخيون" الاطلاع على إعلانه الدستوري الأول قبل إصداره حتى يوافقا عليه.. ولماذا تراجع عن تكليف د.محمد البرادعي بتشكيل حكومته الأولى.. وهل عرض "منصور" عليه منصب نائب الرئيس.. ومن أشار عليه بقصر صلاحيات "البرادعي" على الشئون الخارجية فقط..

وما مطالب "البرادعي" بعد تعيينه نائبًا للرئيس.. ولماذا دُهِشَ منها المستشار "عدلي منصور".. ولماذا وجّه الأخير الدعوة للإخوان فور أدائه لليمين الدستورية للاندماج في العملية السياسية.. ومن الذين شاركوا فيها.. ومن هم الوسطاء في ذلك.. ومن أجهض تلك المفاوضات رغم قبول مفاوضي الإخوان مبدأ التفاوض نفسه.. وقبولهم في الوقت ذاته تعيين د.حازم الببلاوي رئيسا الوزراء..

ولماذا حرَّض الأمريكان الإخوان على التشبث بالسلطة وعدم فض اعتصام رابعة وعدم المشاركة في الحكومة أو العملية السياسية بالأساس.. ومَنْ رشح "الببلاوي" لتشكيل الحكومة بديلًا للدكتور "زياد بهاء الدين" الذي اعتذر عنها.. وماذا حدث بعد اعتراض نادي القضاة على وزير العدل.. وكيف جرى تشكيل حكومة "الببلاوي" ومن بعدها حكومة "محلب".. هل تدخل الرئيس "منصور" في ذلك الأمر..

ولماذا أعفى "الببلاوي" بعد عدة أشهر من منصبه واختار محلب لتشكيل حكومة جديدة.. وماذا فعل الرئيس إزاء اعتصام رابعة المسلح الذي طلب "البرادعي" فيما بعد توسط الأمريكان والأوروبيين والقطريين لدى الإخوان لفضه.. ولماذا رفض الرئيس طلب "البرادعي" منحه مهلة جديدة لفض الاعتصام سلميًا.. وكيف أصدرت الرئاسة بيانًا تعلن فيه فشل الوساطات الدولية في حل أزمة الاعتصام بعد رفض المقترحات الأوروبية الأمريكية المشتركة..

وكيف اتخذ الرئيس "عدلي منصور" قرار فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة رغم اعتراض نائبه "البرادعي".. ولماذا أعلن الرئيس فرض حالة الطوارئ في ذات يوم فض الاعتصام ثم إصدار قانون التظاهر.. ولماذا شكّل لجنة تقصي حقائق في كل حوادث العنف برئاسة القاضي الدولي د."فؤاد رياض".. وماذا قال الرئيس لـ "البرادعي" بعد أن أخبره الأخير شفاهة باستقالته من منصبه..

ولماذا طلب منه تقديم استقالة مكتوبة.. ومتى قدمها "البرادعي".. وماذا قال الرئيس لوزير خارجية أمريكا "جون كيري" بعد عزل "مرسي".. وماذا قال "نبيل فهمي" لأمريكا بعد إبلاغه بقرار تجميدها المساعدات العسكرية لمصر.. وكيف تعاملت مصر مع الأشقاء الأفارقة بعد قرار تجميد عضويتها في الاتحاد الأفريقي.. وماذا فعلت الرئاسة والخارجية المصرية لاستعادة تلك العضوية..

وكيف كانت علاقة الرئيس "منصور" بالقوات المسلحة وبالأخص بالفريق "السيسي".. ولماذا قام بترقيته لرتبة المشير.. ولماذا اتخذ قرارًا بتحديد راتب رئيس الجمهورية وبدلاته قبل ترك منصبه وإجراء انتخابات الرئاسة بأيام قليلة.. ولماذا آثر في آخر خطاباته أن يقدم توصيات علنية للرئيس المنتخب..

ولماذا رفض مبكرًا اقتراح قيادة القوات المسلحة بترشحه في الانتخابات الرئاسية، ثم رفض من بعدها القبول برئاسة البرلمان، مصرًا على العودة لمنصبه رئيسًا للمحكمة الدستورية العليا، رافضًا أن يسكن في بيت تابع للرئاسة.. وما أكثر شيء صدمه خلال فترة حكمه.. وما الشيء الذي غالب فيه دموعه بصعوبة؟!.
الجريدة الرسمية