رئيس التحرير
عصام كامل

المستشار الرئيس!


يقول الكاتب الصحفي "عبدالقادر شهيب" في كتابه الصادر أخيرًا عن دار الهلال بعنوان "335 يوما من حكم المستشار": "المستشار عدلي منصور هو الرئيس الوحيد لمصر الذي تسنى له أن يسلم السلطة للرئيس الجديد المنتخب الذي يخلفه وهو الرئيس السيسي".. فإن أول رئيس لمصر كان محمد نجيب الذي أطيح به بقرار من مجلس قيادة ثورة يوليو، وجرى تحديد إقامته لاتهامه في مؤامرة ضد الثورة..


أما الرئيس الثاني عبدالناصر فقد مات فجأة، ومصر تعيش ظروفًا دقيقة وكانت تتأهب لإزالة آثار نكسة يونيو؛ وهو ما سبب صدمة واسعة لمعظم المصريين.. والرئيس الثالث السادات اغتيل فجأة بتخطيط من تنظيم الجهاد الموحد الإرهابي، الذي تشكل في أواخر السبعينيات، بعد أن سمح السادات للجماعات الإسلامية بالعمل والنشاط في مواجهة الناصريين واليساريين.. أما الرئيس الرابع المؤقت فهو صوفي أبوطالب الذي تولى المنصب لأسابيع قليلة بحكم موقعه كرئيس لمجلس الشعب، الذي خوَّله الدستور-وقتها- الحق في إدارة أمور الحكم حتى انتخاب رئيس جديد..

ثم جاء الرئيس الخامس حسني مبارك الذي تنحَّى إثر انتفاضة شعبية بعد أن انحاز الجيش لإرادة الشعب، وهو بعيد عن القاهرة التي غادرها إلى شرم الشيخ، وكل ما تمكن من القيام به هو تكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، بعد أن فوَّض قبلها بساعات قليلة نائبه عمر سليمان بسلطاته..

بينما الرئيس السادس محمد مرسي تم عزله بقرار شعبي رغمًا عنه، في وقت كان يتشبث فيه- هو وجماعته ومعها جماعات دينية أخرى- بمنصبه، معلنًا أنها مستعدة لإراقة الدماء من أجله.. وبعد عزله تم التحفظ عليه ثم محاكمته، وانخرطت جماعته وحلفاؤها في ممارسة عنف واسع..

لذلك كان المستشار عدلي منصور هو الرئيس الوحيد لمصر الذي تسنى له أن يودّع المصريين، وأن يصارحهم بمشاعره، وهو يتلقى التكليف برئاسة الجمهورية، ثم وهو يمارس مسئولياته في ظل ظروف بالغة الصعوبة وتحديات هائلة، ومخاوف أمنية ضخمة، وإرهاب وحشي وضغوط كبيرة يتعرض لها الوطن في أصعب الأوقات التي مرت به على مدى أحد عشر شهرًا في القصر الرئاسي، حاز خلالها المستشار عدلي منصور –كما يقول المؤلف- تقديرًا واحتراما واسعًا من قبل المصريين.
الجريدة الرسمية