5 رسائل من مؤتمر الأخوة الإنسانية للعالم.. ضرورة إنهاء الأزمة اليمنية.. العودة للقيم العربية الأصيلة.. تطوير الخطاب الديني.. الترويج لثقافة التسامح.. منع الكراهية والتحول إلى مجتمعات متعددة
رسالة عن التسامح تبثها دولة الإمارات، اليوم، من خلال أعمال المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وذلك ضمن فعاليات الزيارة التاريخية لشيخ الأزهر وبابا الفاتيكان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وحرص المشاركون فيه على توجيه عدد من الرسائل للعالم بأجمعه، كي يعود المجتمع للتسامح والرقي ونبذ العنف.
إنهاء الأزمة اليمنية
وكانت الرسالة الأولى التي أطلقها الملتقى العالمي للأخوة الإنسانية، إنهاء الأزمة اليمنية، فاليوم دعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الأطراف المتحاربة في اليمن إلى إنهاء الأزمة، واحترام اتفاقات الهدنة، قبل بدء رحلته إلى دولة الإمارات العربية.
وأضاف «بابا الفاتيكان»: «أناشد كل الأطراف في هذه الحرب، والمجتمع الدولي للضغط فورا لاحترام الاتفاقات التي تم التوصل إليها، وضمان توزيع الطعام، والعمل لصالح الشعب»، متابعا: "هناك أطفال جائعون وعطشى ولا يملكون الدواء".
اقرأ: تفاصيل المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية بالإمارات
القيم العربية الأصيلة
أما الرسالة الثانية، فكانت للسفيرة «نبيلة مكرم» وزيرة الهجرة والشئون الخارجية، والتي شاركت بدورها في المؤتمر حيث أكدت أهمية العودة للمبادئ والقيم العربية الأصيلة التي عُرفت بها مجتمعاتنا تاريخيا، لإحياء مبادئ الأخوة الإنسانية وتطبيقها، تلك القيم التي أحييت بالشعر والفنون والنُبل والكرم، وقدمت الأخلاق الحميدة في حضارة سُجلت باسم دولنا العربية.
تجديد الخطاب الديني
وأضافت وزيرة الهجرة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يهتم بإحياء الأخلاق ويتطرق دائما إليها في حديثه، وبالقرارات التي تطبق مبادئ العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى مبدأ المواطنة حيث إن كل المصريين متساوون في الحقوق والواجبات، فضلًا عن تطوير الخطاب الديني وتطوير التعليم بداية من المعلم، وجهد وزارة التعليم المصرية في إحياء الأخلاق، وتقديم التربية في المدارس بالتوازي مع العلم.
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أن حضارة الإسلام في عصورها الزاهرة استوعبت الروم والفرس والترك واليهود والمسيحيين، حتى صاروا مساهمين حقيقيين في صناعة الحضارة والعمران.
واعتبر أن الأخوة الإنسانية والتسامح صنوان لا يفترقان، وأن البشر مختلفون في الأفكار والعقائد والعادات، كما أن مفهوم التآخي الإنساني لا يهدف إلى تنميط البشر أو حملهم على إنكار ما بينهم من اختلاف، ففي اختلافهم رحمة، والأخوة بين البشر تقوم في حقيقة الأمر على فضيلة التسامح.
تابع: أبو الغيط: مؤتمر الأخوة الإنسانية يعقد في الوقت والمكان المناسبين
6 نقاط للتسامح
كما أرسى «أبو الغيط» الأمين العام لجامعة الدول العربية، 6 نقاط يمكن من خلالها تحقيق التسامح والتحول لمجتمعات متعددة ومنع الكراهية.
وجاءت النقاط كالتالي:
النقطة الأولى
تتمثل في أن أبناء منطقة الشرق الأوسط حملوا إلى العالم أول نداءات الأخوة البشرية، ذلك أن الأديان جميعها، والتوحيدية منها على وجه الخصوص، خاطبت الإنسان بوصفه إنسانًا ولم تخاطب قبيلة بعينها أو جنسًا بذاته.. المسيح عليه السلام يُدعى ابن الإنسان.. والقرآن الكريم خاطب البشرية كلها: "هذا بيانٌ للناس".. وليس صدفةً أن المسيحية والإسلام شكلتا اللبنات التأسيسية لحضارات بالغة الاتساع، بطول الجغرافيا وامتداد التاريخ.
النقطة الثانية
إننا لا بد أن نعترف، في الوقت ذاته، أن رسالة السماء التي حملها الأنبياء قد فهمها بشر وفسرها بشر وعمل بمقتضاها بشر.. يخطئون ويصيبون.. يحسنون الفهم ويضلون السبيل.. والتاريخ يفيض بتجارب ووقائع تخفت خلالها أهداف خبيثة ومصالح ضيقة تحت راية الدين النبيلة، فسالت الدماء وأزهقت الأرواح.. الأمر اقتضى قرونًا طوالًا قبل أن تدرك الإنسانية أن المزج بين الدين والسياسة يفسدهما معًا.. ذلك أن الدين، أي دين، ينطلق من علاقة مع الخالق، فيما السياسة تعكس علاقة بين البشر وبعضهم البعض.
النقطة الثالثة
الأديان ليست بأي حال المسئولة وحدها عن تراث العنف أو التطرف هذه نظرة خاطئة ولا يصح أن نجاريها أو نتسرع في القبول بها على خلفية أحداث معاصرة هنا أو هناك.. الحقيقة التاريخية الثابتة أن جرثومة التطرف وكراهية الآخر ظلت حاضرة وظاهرة في العديد من الأيديولوجيات والأنساق الفكرية والعقائد السياسية.. والأغلبية الكاسحة من ضحايا القرن العشرين، الذين يحصون بعشرات الملايين، قضوا في حروبٍ غير دينية ولا تمت للدين بصلة.
النقطة الرابعة
الأخوة الإنسانية والتسامح صنوان لا يفترقان.. البشر مختلفون في الأفكار والعقائد والعادات.. ومفهوم التآخي الإنساني لا يهدف إلى تنميط البشر أو حملهم على إنكار ما بينهم من اختلاف، ففي اختلافهم رحمة.
النقطة الخامسة
البشر كما علمنا التاريخ، ليسوا محصنين من الارتداد إلى غرائزهم الأولى حيث الانتماء إلى القبيلة يجب كل انتماء، والولاء للعصبية يسبق كل ولاء.. ونرى اليوم من الشواهد والمظاهر بامتداد العالم ما يشعرنا بالقلق حيال مستقبل الأخوة الإنسانية.
النقطة السادسة
الإنسانية – كنهج وطريقة حياة - ليست قيمة يكتسبها الإنسان بمجرد الميلاد، وإنما فضيلة يتعلمها ويمارسها.. وأقتبس هنا مما قاله نيلسون مانديلا: "إن كان بمقدورهم أن يتعلموا الكراهية، فبإمكانهم أن يُلقنوا المحبة".