رئيس التحرير
عصام كامل

أم كلثوم وبليغ حمدي.. هل شعرت الست بالغيرة من وردة الجزائرية؟

ام كلثوم وبليغ حمدي
ام كلثوم وبليغ حمدي

في حياة كوكب الشرق أم كلثوم، العديد من المحطات المهمة التي لا يمكن تخطيها إذا اقترب أحد من سيرتها الذاتية، ومن ضمن هذه المحطات، هو لقاؤها بالموسيقار بليغ حمدي وأعماله التي قدمها لها.


البعض يقول إن دخول بليغ حمدي في حياة أم كلثوم، حوّلها إلى مطربة أخرى غير التي عرفها الناس من قبل، منهم الموسيقار فاروق سلامة، الذي كان يعزف آلة الأكورديون في فرقتها لمدة 10 سنوات؛ إذ يقول: "أم كلثوم قبل بليغ حمدي حاجة.. وبعده حاجة تانية".

كانت أم كلثوم تدرك حجم وأهمية هذا الشاب المعجزة بليغ حمدي، والذي أتى ومعه شعراؤه مثل عبد الوهاب محمد ومأمون الشناوي، الذين جددوا دم أم كلثوم بعيدا عن ألحان السنباطي والشيخ زكريا وكلمات بيرم، فكانت فترة الستينيات منذ بدايتها وحتى إلى وفاة أم كلثوم في فبراير عام 1975، هي فترة بليغ حمدي والملحنين والشعراء الجدد.

"كانت بتحب شغله.. وقعدت على الأرض معاه وهو بيسمعها لحن حب إيه؟ لأول مرة لما اتقابلوا"، هكذا يقول فاروق سلامة، ويكمل في حديثه لـ"فيتو": "بس أم كلثوم حست بعد فترة مش قليلة، إن بليغ مبقاش قد كده ومش بيديها شغل كويس، لأنه كان مهتم في الوقت ده بوردة الجزائرية".

وأكد "سلامة" أن الست شعرت أن الأعمال التي يقدمها بليغ حمدي لها، ليست على نفس المستوى من ألحانه السابقة لها، مثل "سيرة الحب"و"فات الميعاد"و"حب إيه" وغيرها، وعللت ذلك بأنه يعطى جهده كله لوردة الجزائرية.

وأضاف أنها بالفعل لم تتعامل معه مجددا بعد أغنية "حكم علينا الهوى"، والتي لم تغنها على المسرح واكتفت بتسجيلها في الاستوديو، حيث إن بليغ كان يأخذ في اللحن الواحد 5 آلاف جنيه، وهو رقم كبير جدا في ذلك الوقت.

وعلى عكس ما يشاع عن السيدة أم كلثوم، أنها كانت عصبية وتغضب سريعا، إلا أن فاروق سلامة ينفى ذلك، قائلا إنها كانت شخصية قوية، ولم يرها فاقدة أعصابها طوال 10 سنوات عاشها بالقرب منها.

ويحكي: "مرة كان عندي بروفة مع الفرقة، وصحيت دخلت الحمام، اتزحلقت، دماغي اتفتحت، روحت المستشفى، طلعت منها وروحت البروفة متأخر، كنت متصور أنها هتزعقلي، لكن فوجئت إنها بتسألني عن سبب تأخري، وكانت كريمة جدا، ومعملتش أي حاجة وتفهمت جدا الوضع".

ورغم الحب الشديد الذي يكنه فاروق سلامة للسيدة أم كلثوم، إلا أنه في حديثه، قال إنه كان يعاتب عليها لأنها لم تؤمن على أعضاء فرقتها بمعاش لأسرهم، وكان عليها أن تضع لهم في البنك شهادة كبيرة يستفيدون منها، إلا أن ذلك فاتها، لأنها كانت كريمة جدا ولا تبخل على الفرقة أو أي أحد يطلب مساعدتها.

وحكى سلامة موقفا طريفا حدث مع الفنانة الراحلة أم كلثوم في باريس، حيث قال إنها أثناء إحيائها إحدى الحفلات هناك صعد رجل من الجمهور وأمسك بقدمها وقبلها كثيرا، وشعرت أم كلثوم وقتها أن هذا الرجل سيفعل شيئا يغضبها، قائلا: "افتكرت إن الراجل هيعمل حاجة مش كويسة، فحاولت أنها تفلت منه فوقعت على الأرض، وبدأت بالصراخ.. الحقوني".
الجريدة الرسمية