رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يستفيد المواطن من تراجع الدولار (ملف)

فيتو

شهد الأسبوع الماضى تراجع سعر صرف الدولار الأمريكى أمام الجنيه، وكان الانخفاض حديث الشارع المصرى، وتزامنا مع ذلك أيضا أعلنت المالية تراجع سعر الدولار الجمركى بمقدار 27 قرشا ليسجل نحو 17.7 جنيه مقابل 17.97 جنيه خلال شهر يناير الماضي، وجاء ذلك في الوقت الذي أقدمت فيه وزارة المالية على تثبيت سعر الدولار الجمركي عند 16 جنيهًا بالنسبة لاستيراد السلع الأساسية.


اقرأ أيضا
الدولار الجمركي يخسر27 قرشا من قيمته منذ ربطه بالبنك المركزي

والدولار الجمركي هو ما يدفعه المستورد من مبالغ بالجنيه، بما يساوي قيمة الرسوم الدولارية المفروضة عليه نظير الإفراج عن البضاعة المستوردة من الجمارك، ويعرف هذا المبلغ باسم الرسوم الجمركية والتي يتم تقديرها بالدولار، وتحدده وزارة المالية وفقا لمتوسط سعر الدولار الأمريكي في سوق الصرف.

لكن لعل الأسئلة الأبرز حول ذلك التراجع هو ما أثر انخفاض الدولار على أسعار السلع؟ فهناك بالطبع تأثير مباشر، حيث إن تراجع الدولار والدولار الجمركى يؤثر على أسعار السلع خاصة أن مصر من أكثر الدول استيرادًا.

وقال أحمد شيحة، الرئيس السابق لشعبة المستوردين بالغرفة التجارية، إن تراجع سعر الدولار لا يمثل أكثر من 1.5% أو 2% من القيمة الجمركية.

اقرأ أيضا 


وأضاف "شيحة" لـ"فيتو" أن تراجع الأسعار مرهون باستمرار تراجع الدولار الجمركى بشكل أكبر مما هو عليه الآن، مشيرًا إلى أن التراجع المستمر في أسعار الدولار سيؤدى إلى خفض الأسعار بشكل يشعر به المستهلك.

وأشار إلى أن المعروض من السلع المستوردة يشهد نقصا بسبب القرارات التي اتخذتها الدولة لتقييد الواردات مثل "العرض على الصادرات والواردات" وقرار رقم 43 لسنة 2016 بشأن القواعد المنظمة لتسجيل المصانع المؤهلة لتصدير منتجاتها.

وأبدى محمد طلعت، رئيس شعبة المحمول باتحاد الغرف التجارية، ارتياحه لانخفاض سعر الدولار، مشيرا إلى أن ذلك ينعكس إيجابيا على السوق بالاستقرار، ويعتبر مؤشرا جيدا لتحسن المناخ الاستثماري في مصر، مما يعطي طمأنينة لأصحاب الأعمال سواء المصريين أو الأجانب.

شاهد 


وأكد طلعت أن ارتفاع سعر الجنيه أمام الدولار يعتبر نتيجة إيجابية للإصلاحات الاقتصادية؛ لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمجتمعية تصاعديا مع مرور الوقت.

ولفت إلى أن تراجع سعر الدولار يتبعه انخفاض في تكلفة السلع، ومنها الهواتف المحمولة، وبالتالي انخفاض أسعارها، وهذا يفيد المستهلك بشرائه سلعة بسعر مناسب، والتاجر بارتفاع معدلات مبيعاته نتيجة استقرار الأسعار أو انخفاضها، وفي النهاية المستفيد هو الاقتصاد القومي.

وأوضح فتحي الطحاوى، نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية بالغرفة التجارية، ومستورد أدوات منزلية، أن تراجع الدولار سيؤدي إلى هبوط الأسعار لكن ليس في الوقت الحالى، مضيفا أن الأسعار ستنخفض خلال 3 أسابيع على الأقل بنسبة 5 إلى 7% للسلع تامة الصنع.

تعرف على 


وأضاف الطحاوي لـ"فيتو" أن السلع التي يتم تجميعها في الداخل سيصل حجم تراجع أسعارها إلى 3% فقط نظرا لوجود بدائل محلية من المكونات، مشيرا إلى أن الأسعار ستتراجع شريطة أن يستمر الدولار عند معدلات الهبوط نفسها لمدة طويلة، لافتا إلى أن عودة ارتفاع سعر العملة من جديد قد يهدد تراجع الأسعار.

وذكر أن الدولار تراجع بسبب إقبال الأجانب على شراء أدوات الدين التي تم طرحها مؤخرا واستحوذت على اهتمامات الأجانب.

وقال بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية، إن التراجع الحالي في أسعار الدولار لن يظهر أثره بشكل فوري وسريع على السلع المستوردة، وإنما يظهر أثره بوضوح خلال الفترة المقبلة، ومع الإرساليات المستوردة المقبلة.

وأوضح صفا لـ"فيتو" أن التراجع في أسعار العملة الخضراء من شأنه أن يساهم في خفض الأسعار إلى حد كبير، مشيرًا إلى أن الفترة الحالية يقل فيها الطلب على الدولار بسبب الإجازة التي تحصل عليها الصين، ومن المتوقع ارتفاع الطلب على الدولار مرة أخرى مع أواخر فبراير ونهاية شهر مارس.

اقرأ أيضا


يذكر أن هناك تحسنًا للجنيه أمام الدولار بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين بنسبة 3.5% عقب رسائل الطمأنينة التي بعثها محافظ البنك المركزي.

وفي مقابلة صحفية مع وكالة بلومبرج، قال طارق عامر محافظ البنك المركزي: "نحن ملتزمون بضمان أن السوق حر خاضع لقوى العرض والطلب، ولكن في نفس الوقت لدينا احتياطيات تساعدنا على مواجهة المضاربين أو الممارسات غير السليمة في السوق".
الجريدة الرسمية