المجد للشيطان
يستطيع الشيطان أن يكون ملاكًا، والقزم عملاقاً، والخفاش نسرًا، والظلمات نورًا.. لكن أمام الحمقى والسُّذج فقط.
فى مجتمعات الحمقى والسذج.. تختلط الحقائق، وينتصر الباطل، ويصبح صوته مدويا، ويضعف الحق، ويغدو صوته خافتا، لا يسمعه أحد، ولا يحب أحد أن يسمعه.
فى مجتمعات الحمقى والسذج.. يتصدر ضعاف العقل والنفس الصفوف، ويتوارى إلى المؤخرة ذوو العقول الراسخة والنفوس الأبية.
فى مجتمعات الحمقى والسذج..لا نخوة، ولا مروءة، ولا كرامة، ولا صدق، ولا احترام للإنسان، ولا انحياز لأى قيمة أخلاقية .
فى مجتمعات الحمقى والسذج.. تكثر الآلهة، وتتعدد الأصنام، وتتضاعف الطواغيت، ويكثر الشياطين، فيملأون دور العبادة، ليس من أجل العبادة، وإنما لأسباب أخرى .
فى مجتمعات الحمقى والسذج.. يتقمص صغار الشياطين أدوار الواعظين الناصحين، فقد يؤمون الناس فى الصلاة، ويخطبون فيهم من فوق المنابر، يعلمونهم باطلا ويوهمونهم أنه حق، وينهونهم عن الحق، ويصورنه لهم باطلا.
فى مجتمعات الحمقى والسذج.. يطلق الشياطين لحاهم، ويقصرون جلاليبهم، وينتشرون فى كل واد، يدعون الناس إلى الدين الجديد، الذى لا يعرف أخلاقا، ولا قيما.
فى مجتمعات الحمقى والسذج.. يفقد كل ذى قيمة قيمته، ويصبح كل ردىء ذا قيمة، وقد تجد أحدهم يقنعك بأن الرسول الكريم كان يسب صحابته وخصومه بأقذع الألفاظ، ويقسم لك بالله جهد أيمانه أن هذا هو الحق، وما دونه باطل.
فى مجتمعات الحمقى والسذج.. يصبح القوادون والعواهر أثرياء قومهم، ويغدو أولو العلم فقراء محتاجين لا كرامة لهم.
فى مجتمعات الحمقى والسذج.. يكون الصدق رذيلة، والكذب فضيلة، وعدم الثبات على موقف قيمة، والأكل على كل الموائد مهارة لا تدانيها مهارة.
فى مجتمعات الحمقى والسذج.. يسقط الإنسان، والمجد للشيطان.