رئيس التحرير
عصام كامل

حكم المستشار(1)


في محاولة للإجابة عن سؤال: ماذا دار في كواليس الحكم في مصر بعد اندلاع أحداث يناير 2011 تصدى زميلنا الكاتب الصحفي عبدالقادر شهيب لتلك المهمة الشاقة، والتي أحسبها كاشفة لكثير من مفارقات هذه الفترة العصيبة من تاريخنا الحديث؛ عبر سلسلة كتب حملت عناوين مختلفة، بدأها بكتاب "الساعات الأخيرة في حكم مبارك" الذي انفرد فيه بأسرار تنحيه عن الحكم.


ثم كتاب "الإخوان في الحكم.. فرصة العمر".. والذي صدر قبل أن تبدأ الانتخابات البرلمانية الذي فاز فيه الإخوان بالأكثرية، ثم الكتاب الثالث "أسرى المال السياسي"، والذي كشف فيه بالوثائق أسماء الشخصيات والمنظمات التي تلقت مالًا سياسيًا أجنبيًا سريًا، وهو المال الذي انهمر بغزارة على مصر سواء من الأمريكان أو الأوروبيين أو بعض المنظمات العربية في الخليج، بعد أن تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد. في إطار المخطط الأمريكي لتمكين الإخوان من حكم البلاد..

أما الكتاب الرابع فقد خصصه الكاتب لرصد ما حدث في 30 يونيو، وكيف نجحنا في التخلص من حكم الإخوان الفاشي المستبد، بعنوان "الساعات الأخيرة من حكم مرسي"، ثم الكتاب الخامس وكان عنوانه "500 يوم من حكم الجنرالات"، ثم الكتاب السادس بعنوان "اغتيال مصر" وصدر من جزءين كبيرين تضمن أوراق قضيتي اختراق الحدود واقتحام السجون وتخابر الإخوان مع حماس، والتي كشفت تفاصيل مؤامرة الإخوان لتقويض كيان دولتنا الوطنية، وليس مجرد الاستيلاء على حكمها..

ثم أتبعه بالكتاب الأخير الذي صدر منذ أيام بعنوان "335 يومًا من حكم المستشار"، الذي تضمن تحليلًا مهمًا لفترة الرئيس عدلي منصور.

يقول المؤلف: تولى المستشار الرئيس عدلي منصور- كما يحلو أن يسميه- رئاسة مصر بعد الإطاحة بالحكم الفاشي المستبد لجماعة الإخوان بإرادة شعبية، تجسدت في خروج الملايين في 30 يونيو 2013 رافضة استمرار مرسي فوق سدة الحكم.

ورغم قِصَر مدة حكم المستشار التي لم تكمل العام، فإنها كانت بالغة الصعوبة في حياة مصر والمصريين؛ ذلك أنها حفلت بتحديات خطيرة بلغت حدًا غير مسبوق من العنف السياسي والإرهاب الوحشي الذي مارسه أتباع الإخوان وأنصارهم في الشارع؛ بهدف تمكين الإخوان من استعادة زمام الحكم الذي تفلت من بين أيديهم في غمرة النشوة والغرور؛ وسعيًا لإحكام السيطرة على قطعة غالية من أرضنا في سيناء..

ولما تأكدت استحالة تلك العودة سعى الأمريكان وبعض الأوروبيين لفرض عزلة دولية على مصر، جعلت اقتصادها يعاني ظروفًا قاسية، جعلتنا نحتاج لدعم الأشقاء لتوفير احتياجاتنا الأساسية من الغذاء والوقود إزاء تهاوي الاحتياطي الأجنبي وتوقف الإنتاج والفوضى التي اجتاحت بلادنا في تلك الفترة.

ونكمل غدًا..
الجريدة الرسمية