رئيس التحرير
عصام كامل

نعمات أحمد فؤاد: أم كلثوم في قلب الحدث

نعمات أحمد فؤاد
نعمات أحمد فؤاد

قامت مرحلة الاستقرار الفنى لأم كلثوم بالقاهرة في الأساس على الترحيب بإحياء حفلات كبار القوم من السياسيين والأمراء بل والحرص على إهدائهم أهم أسطوانات أغانيها الجديدة، وكان على رأسهم بطبيعة الحال الملك فؤاد وابنه فاروق.


ونشرت المفكرة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد في مجلة «الفنون» عام 1968 مقالا تقول فيه: "انقسمت حياة أم كلثوم في المجال السياسي بين الارتباط بالعديد من الشخصيات السياسية المرموقة سواء داخل الحكم أو خارجه، وبين الارتباط بالأحداث السياسية المهمة التي كان على رأسها الحرب العالمية الثانية التي انتهت عام 1945 وكانت أم كلثوم ملء السمع والبصر".

وتنافس كل من الحلفاء ودول المحور أثناء أحداث هذه الحرب على الاستحواذ على أم كلثوم ولو بإلقاء القبض عليها وترحيلها إلى بلادهم.

وحاول كل معسكر استخدام صوتها ـــ دون إذن منها ـــ لكسب مستمعين جدد يستمعون لدعايتهم التي يقدمون لها بأغانى أم كلثوم، وأثناء العمليات العسكرية لتلك الحرب منعت بريطانيا منعت بريطانيا ممثلتها الشهيرة فيفيان لى من إحياء حفل لصالح الجنود البريطانيين على أحد مسارح الأزبكية في القاهرة لأن موعدها كان الخميس الأول من الشهر وهو موعد حفل أم كلثوم.

وتاقت فيفيان إلى رؤية أم كلثوم وذهبت إلى حفلها وخرجت من الحفل وهى تقول (إنها معجزة من معجزات الدنيا)، ويروى بعض المؤرخين أن الحكومة البريطانية طلبت من مخابراتها في مصر القبض على أم كلثوم إذا استدعت الأمور ذلك ونقلها إلى لندن خوفا من أن يستغلها الألمان في الدعاية لحسابهم ضد الحلفاء.

ومن قبل الحرب العالمية كان لأم كلثوم إسهام فعال في أهم ثورة فلسطينية عام 1936 «أحداث الثورة العربية ضد عصابات اليهود»، فكانت المرأة في طليعة التحرك الإيجابى للتضامن مع الشعب الفلسطينى وعلى رأسهن هدى شعراوى وأم كلثوم التي أقامت حفلا تبرعت بأمواله لصالح هذه الثورة ووصل إيراد الحفل 103 جنيهات.

وفى هذا الحفل غنت أم كلثوم قصيدتين لأحمد شوقى منها "سلو قلبى" التي قالت فيها: وما نيل المطالب بالتمنى.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
الجريدة الرسمية