رئيس التحرير
عصام كامل

44 عاما على الرحيل ومازالت أم كلثوم خالدة

فيتو

في عام 1904، أو عام 1890 ولا ندرى حقيقة يوم مولد كوكب الشرق أم كلثوم التي أحبها العرب، لأنها أجبرتهم بصوتها وسلوكها على احترام المرأة الفنانة المعتدة بكرامتها.


كما نشرت مجلة زهرة الخليج في ذكرى رحيل أم كلثوم فبراير عام 2001 فقالت: ما الذي يمكن أن نقوله عن صوت رحلت صاحبته، ومازالت مبيعاته في الأسواق العربية تتفوق على أكثر المطربين من مشاهير وأقزام.

فمثلا قال الكاتب الصحفى الراحل مصطفى أمين عن الجانب الإنسانى لأم كلثوم: عرف الناس أم كلثوم وأنا عرفت أم كلثوم أخرى، عرفوا الأسطورة وأنا عرفت الإنسانة، عرفوها بخيلة وعرفتها كريمة، عرفوها فوق المسرح والأضواء مصلتة عليها وصوتها يملأ الدنيا متعة وهناء.. وعرفتها في غرفتها الصغيرة في الطابق العلوى من بيتها، منزوية فوق كنبة صغيرة تبكى في صمت.

نشأت أم كلثوم إبراهيم البلتاجى في بيت متواضع في قرية طماى الزهايرة بالدقهلية، ووالدها يعمل مؤذنا في القرية، وقد احتار المؤرخون في تحديد عام ميلادها لعدم وجود شهادات ميلاد آنذاك.

كبرت الطفلة واشتهرت في بلدتها بجمال الصوت، حيث  كانت تغنى أغانى الأطفال والجيران من حولها أو تغنى في أمسياتهم العائلية.

تقول أم كلثوم عن نشأتها: كنت أتردد أنا وأخى خالد على كتاب القرية، حتى إذا كبر شقيقى قام والدى بتلقينه الطرب والفن، فأخذ يلقنه الأدوار والموشحات، وكنت أجلس وسطهم، وكان أخى لا يحفظ بسهولة، أما أنا فكنت أحفظ وأسرع إلى والدى لكى يسمعنى، وفرح والدى، ومن يومها كان يصطحبنى معه في الحفلات، لأشارك بصوتى الجميل، وبعد الغناء يكفينى طبق مهلبية.

بدأ اسم أم كلثوم يلمع وبدأت العائلات الكبيرة تطلبها للاشتراك في أفراحها وحفلاتها، فانتقلت من القرية إلى القرى المجاورة ثم إلى المدن، ووصل أجرها إلى 150 قرشا في الحفل عام 1915 فاشترى أبوها ثلاثة حمير لتنقلاته هو وأم كلثوم وشقيقها بين القرى والمدن.

ومن القرى ذهبت أم كلثوم لأول مرة إلى القاهرة لتغنى هناك لأحد أعيانها، الذي سمع عن فنها من ناظر عزبته، فطلبها لتغنى في قصره بحلوان احتفالا بليلة الإسراء والمعراج، ثم عادت أم كلثوم إلى قريتها طماى الزهايرة في انتظار دقات المستقبل.

وجاءت هذه الدقات قوية وحملها إليها الشيخ أبو العلا محمد الذي أقنع والديها أن وجودها الحقيقى لن يكون إلا بالقاهرة، فاستقرت في القاهرة بدءا من عام 1926 واختارت محل إقامتها في حى عابدين بشارع "قولة"على مقربة من الملك القائم بقصر عابدين، لتبدأ مشوارا فنيا طويلا شهد كل حياتها وطموحاتها وآمالها وفنونها الجميلة.. حتى أصبحت بفنها ملء السمع والبصر.
الجريدة الرسمية