شكرًا لكم
اختتمت كتابى (نصف قرن قتال في بلاط صاحبة الجلالة) ببعض كلمات جاء فيها "أننى خرجت في رحلتى بالصحافة بكثير من الأصدقاء والأحبة، وبعض الأعداء، ولكننى اكتسبت من الجميع احتراما كبيرا اعتز به".. غير أننى اكتشفت خلال أزمة المرض الأخيرة أن الأحبة والأصدقاء كثر وصادقين في مشاعرهم الطيبة الجميلة التي منحتنى القوة على خوض معركة جديدة في حياتى..
أن مساندة الأحبة والأصدقاء لم تقتصر فقط على المشاعر الطيبة والجميلة، والدعوات الطيبة الصادقة بالشفاء وتجاوز أزمة المرض، ولكنها تمثلت في مواقف وتصرفات وأعمال وسلوك.. لقد منحوني أكثر من الاهتمام، وأكبر من الرعاية.. منحونى الثقة في اختياراتى في الحياة وصحة وسلامة مواقفى وانحيازاتى التي كانت دوما مع الوطن وأهله الطيبين الذين يستحقون كل خير.
إن ثروة الإنسان لا تقاس بما يملكه من أموال وأراض وعقارات ومجوهرات وإنما تقاس فعلا بحجم ما ظفر به من المحبة.. والمحبة التي أحاطتنى خلال أزمة المرض جعلتنى أشعر أننى أغنى أغنياء العالم، فقد نلت محبة ضخمة هائلة لا تقدر بمال، وحظيت برعاية كبيرة غالية، ومساندة تفوق حتى توقعاتى..
لذلك وأنا أتأهب لجراحة ضرورية يجريها لى عالم محترم في مجال الطب أجدنى أحتاج لأن أقدم لجميع الأحبة والأصدقاء الشكر الجزيل على دعمهم البالغ والكبير ومساندتهم العظيمة لى في تلك المعركة الجديدة التي كتب على خوضها.. مرة أخرى شكرا جزيلا لكم، وإذا كتب الله لى السلامة بعد هذه الجراحة سوف أظل أشكركم ما تبقى من العمر.