«خليه في حضن أمه»
حملة قام بها بعض الفتيات ردًّا على حملة الشباب «خليها تعنس»، وهي بدورها نوع من المبادرات التي تندرج أيضًا تحت بند رد الفعل، حيث إن هدفها ليس الامتناع عن الزواج كلية كما يتخيل البعض، بل إن هدفها هو الرد على ما يقوم به بعض الشباب، وحرمانهم من أهم ميزة يحتاج إليها كلا الطرفين، وهي الأنس والاستمتاع..
وكلنا يعرف أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم خلقه فردًا ليس معه أنيس ولا جليس، ولما نزل إلى الأرض استوحشها، حيث لم يكن سواه، فدعا ربه حينها أن يرزقه المؤانسة والاستمتاع، فكانت حواء التي خلقت من ضلع آدم، وفي هذا فضل من الله كبير، إذ وكما يقول العلماء لو كان الجنس غير الجنس لحصلت الوحشة والنفور والشقاق..
ومن ثم كان خلق حواء من آدم لما فيه من الاحتواء والرحمة، وما فيه من المجانسة لا المخالفة، وبهذا فلا حاجة للجنسين للاستغناء عن الآخر، فلكل منهما فضله وإمكانياته التي أودعها الله فيه، ولكل منهما حاجته واحتياجه لمن يكمل به نفسه وسكن له أو لها فؤاده، وكلا الجنسين في حاجة إلى الاجتماع والمؤانسة، حيث بهما معا تستقيم الحياة وتسير البشرية إلى سعادتها وغايتها التي خلقها الله من أجلها، وإلى هؤلاء أسوق مقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم «من رغب عن سنتي فليس مني».