قصيدة حب في كرسي السلطان
الشاب "صابر" واحد من عشاق جمع التراث الصحفي القديم والتجارة به في سور الأزبكية، تراه وهو يجالس كبار الصحفيين والكتاب من خلال مطبوعات مضى عليها أكثر من مائة عام، يقلب الأوراق أمامه ويضع سعرا لكل مطبوعة، ولكل عدد حسب ندرتها وقيمتها وقدرها، لم يعد بائع الكتب القديمة جاهلا بما يكتنز، يعرف قدر كل ورقة لديه، ويعرف زبونها، ويستطيع أن يعرف من ملامحك مدى اهتمامك بالموضوع فيغير سعره في لحظة!!
ابنتى من عشاق سور الأزبكية غير أنها لا تقرأ إلا المؤلفات الإنجليزية، زرنا معرضهم الموازى لمعرض القاهرة للكتاب، كان الحضور الجماهيري كثيفا، وكلما أمسكت ابنتى كتابا يحكي لها البائع تاريخ المؤلف، ولماذا هذا الكتاب غاليا، والفارق بينه وبين النسخ الأخرى وما إذا كانت هذه الطبعة نادرة من عدمه.
الشاب "صابر" هذه المرة وضع صورة غلافين لصحيفتين بينهما قرابة السنوات الخمس في التاريخ، الأولى صورة لمبارك على صفحة كاملة وعليها عنوان يقول "قصيدة حب من الشعب إلى قائده" بمناسبة عيد ميلاده، والثانية صورة للرئيس على صفحة كاملة وكتب عليها "أخيرا تنحى"، "صابر" استطاع بهذين الملصقين أن يختزل حكمة إنسانية بديعة: "ليس بالنفاق يصنع التاريخ.. عندما تكون في السلطة سترى وجوها غير الوجوه، وعندما تسقط من على جوادك سترى حقيقة مفزعة"!!