الثورة تحيا في القلوب
في احتفالية مهيبة اكتظ المسرح الكبير بالأوبرا ليلة السبت الماضى أثناء الإعلان عن الفائزين بجوائز ساويرس الثقافية، امتلأ المسرح عن آخره بالكتاب والأدباء والصحفيين والفنانين والمفكرين، وعدد من رجال الأعمال المهتمين بالثقافة، أجواء بهيجة غلفت المكان، بعد مرور أربعة عشر عاما، على واحدة من أهم الجوائز الثقافية في مصر، والتي يشهد لها الجميع بالعدالة والإنصاف والإدارة الناجحة.
وما أن صعدت الفاضلة "مني ذو الفقار" عضو الأمانة العامة للجائزة خشبة المسرح، حتى أحاطتها الجماهير الغفيرة بالتصفيق، عندما ذكرت أن والدها كان واحدا من أبطال مواجهة الشرطة للإنجليز في معركة الإسماعيلية الشهيرة عام ١٩٥٢م غير أن هذا التصفيق بلغت ذروته عندما عرجت "منى" على احتفالية المصريين بمرور ثماني سنوات على ثورة يناير المباركة، التي رفعت شعارات "عيش.. حرية.. كرامة إنسانية" تصفيق كان شعاره التحدي لمن أنكروها وينكرونها!!
أقول ذلك بعد أن أغفل الإعلام المصرى الرسمى والخاص والمعارض الإشارة إلى ثورة المصريين على أوضاع رديئة حالمة بالتغيير، كل المواقع الإلكترونية الخبرية المصرية وضعت على صفحاتها الرئيسية على الشبكة العنكبوتية الإنترنت لوجو احتفالات مصر بأعياد الشرطة دون الإشارة إلى ثورة يناير، إلا «فيتو»، وضعت لوجو احتفالات الشرطة ولوجو احتفالات مصر بعيد الثورة.
ثورة يناير المغضوب عليها دون سبب، استردت جزءا من بهائها، عندما أشار إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته، فأحرج الصحف التي تصورت أن النظام يتبرأ منها، دون أن يسأل أي منهم نفسه عن شرعية ٣٠ يونيو التي استمدت وجودها من يناير، ودون أن يدرك البعض أن ثورات الشعوب لا يمكن القضاء عليها، لمجرد نفى وجودها من على صفحات صحف كانت تمجد حتى وقت قريب بعظمة تحرك المصريين في يناير ٢٠١١م.