«خليها تعنس».. والمغالاة في المهور
حملة أطلقها مجموعة شباب على الإنترنت هدفها محاربة المغالاة في المهور، وإجبار الأهالي على القبول بالأمر الواقع وتخفيض قيمة المهور، وللحقيقة هي فكرة تكاد تكون ردة فعل وليست فعلا يهدف إلى عدم تزويج الفتيات كما فهم البعض، ولكنها محاولة لإظهار بعض الأمراض المجتمعية التي باتت ظاهرة على السطح، ويراها كل ذي عينين.
وبرغم ذلك، فإنني أضم صوتي لرأي الشباب المعارض للمغالاة في المهور، وكذلك لرأي الغالبية من أولياء الأمور التي ترى التهاون في مثل هذه الأمور يؤدي إلى ضياع الحقوق، وأجدني أعود بالتاريخ إلى حادثة مشهورة في التاريخ الإسلامي.
حينما صعد الفاروق عمر بن الخطاب المنبر، و"قال: أيها الناس ما إكثاركم في صداق النساء، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليها، ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش، فقالت: يا أمير المؤمنين نهيتَ النَّاس أن يزيدوا في مهر النساء؟ قال: نعم، فقالت: أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟
قال: وأي ذلك؟ فقالت: أما سمعت الله يقول: {وآتيتُم إحداهنَّ قنطارًا} فقال: اللهمَّ غفرًا، كل النَّاس أفقه من عمر، ثم رجع فركب المنبر، فقال: أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل".
وهذه الرواية منقولة بتصرف، وتؤكد أن المغالاة في المهور ليست بدعة هذا الزمان، وكذلك شكوى الشباب ليست بدعة أيضا، بل يجب مراعاة التوافق الاجتماعي والأسري والتفاهم والانسجام بين الزوجين.