رئيس التحرير
عصام كامل

تأريخ يناير.. والآكلون على كل الموائد؟!


قد يقول قائل إن سنوات ما قبل يناير 2011، شابها فساد عريض ومحسوبية وتزوير وإهمال تناولته وسائل الإعلام وقتها بالنقد والتنبيه.. وهذا صحيح.. لكن السؤال: هل كان ما حدث بعد 25 يناير بناءً أم تخريبا وهدما وفوضى وتصفية حسابات واستقطابات وتقسيما وتعصبا للرأي أخرج أسوأ ما فينا من غل وحقد وتناحر وإحباط وتشكيك طال كل شيء، ولا أبرئ الإعلام مما جرى، بل إنه كما النخبة كان أحد بل أهم أسباب النكبة والانحطاط الذي عانيناه طيلة هذه الفترة؛ ذلك أنه استسلم لغواية النفاق وممالأة من أُطلق عليهم ثوار أو نشطاء السياسة الذين يحلو للبعض تسميتهم بـ"نشطاء السبوبة".


اللغط الكبير الذي اكتنف أحداث يناير وما بعدها يدعونا للتساؤل: متى يُكتب تاريخ يناير.. متى توضع النقاط فوق حروفها.. ليعلم الناس الحقيقة الكاملة لما كان يحاك لمصر والمنطقة العربية كلها وليكون ضوءًا كاشفا لما خفى من ملابسات تلك الأحداث والكوارث العاتية.

ما زلنا في انتظار مؤرخين منصفين ذوي حس وطني صادق يروون بأقلامهم المحايدة حقيقة ما جرى، مشفوعًا بالأدلة والوثائق التاريخية التي لا تقبل التشكيك ولا المزايدة.. ليقولوا للناس كيف كانت مصر في تلك الأوقات الصعبة.. وكيف قُدّر لها أن تخرج من ذلك النفق المظلم الذي أريد استدراجها إليه.. وماذا لو وقف جيشها محايدًا ولم يتدخل لحماية الدولة والإرادة الشعبية من تغول تنظيم العنف والإرهاب.

نحن في انتظار من يجيبنا عن أسئلة جوهرية: مَنْ روّج للإخوان من الإعلاميين والنخبة ولا يزال بعضهم للأسف يتصدر المشهد، طافيًا مع إرادة 30 يونيو.. أليس عارًا علينا أن يتبوأ مثل هؤلاء صدارة المشهد، آكلين على كل الموائد؟!

الجريدة الرسمية