المؤرخون يجيبون «هل الحملة الفرنسية غزو؟».. وسيم السيسي: نابليون دخل بعلماء.. جمال طه: كل مفاهيم الاحتلال تتوافر فيها.. وعاصم الدسوقي يشرح المفهوم التاريخي للغزو
اختلف المؤرخون في تحديد، هل كانت الحملة الفرنسية غزو أم لا؟ وهل استفادت مصر من الحملة الفرنسية أم لا؟
ورغم إجماع كافة كتب التاريخ أن الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 أتت بنتائج إيجابية على المصريين، علمتهم فنون وثقافات جديدة، ساعدتهم على الالتحاق بقطار التقدم في العلوم، حققت الكثير من الأهداف العلمية، وقدمت الكثير من الاكتشافات وعلى رأسهم حجر رشيد، إلا أن هناك من يصفها بالغزو لأغراض استعمارية.
علماء نابليون
يرى الدكتور وسيم السيسي، أستاذ علم المصريات أن الحملة الفرنسية لم تكن غزوا لمصر كباقي الغزوات التي جاءت على البلاد، مبررا ذلك بأن نابليون بونابرت جاء على بارجة تقل 178 عالمًا وليس مدفعًا.
وأوضح خلال حديثه لبرنامج "اليوم"، المذاع على قناة "دي إم سي"، أن الحملة الفرنسية أحدثت تغيرات جذرية في المواطنة، حيث وضعت مفهوما جديدا للمواطنة في الدولة الحديثة أخذ به محمد على باشا بعد ذهاب الحملة بـ4 سنوات، يعرف بـ"حادثة الميلاد"، أي أنه كل من وُلد على هذه الأرض له كل الحقوق وعليه نفس الواجبات بغض النظر عن العرق أو الدين أو القرب من الحاكم، ليدخل المصري بعدها ولأول مرة منذ 2500 سنة القوات المسلحة ويتملك الأراضي.
وأشار إلى أن المواطنة كانت قبل مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر تتسم بالعنصرية والتمييز القائم على العرق، سواء تركي أو فلاح مصري خرسيس، مسلم أو كافر، قريب بالحاكم سواء بالعمل أو بالدم وبالقوة المالية.
اقرأ.. وسيم السيسي: الحملة الفرنسية لم تكن غزوا لمصر وقضت على التمييز
غزو
بينما يرى المؤرخ عاصم دسوقي أن الحملة الفرنسية غزو، لأن المفهوم التاريخي لكلمة غزو هو خروج جماعة من مكان ودخولهم مكان آخر، فقديما انتشر مصطلح غزوات القبائل بمعنى أن تذهب قبيلة لقبيلة أخرى وتهزمها وتصبح هي السائدة وأهالي القبيلة الأساسية رعاة وعبيد.
وتابع: "بالفعل استفاد المصريون من الفرنسيين خلال الحملة ومساعدتهم في الانفتاح الأوروبي، ولكن هذا لا ينفي وجود غزو، فقد أكدت كل كتب التاريخ أن الفرنسيين دخلوا مصر بقوة السلاح وسقط قتلى من أهل مصر، وقد ذكر التاريخ عن المصريين جملة "فلما رأوا «القنبرة» أي المدافع صار الناس يقولون يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف"، فكيف لم تكن الحملة الفرنسية غزوة.
تابع.. لميس جابر: الحملة الفرنسية جلبت الموت والدمار للمصريين
بينما يرى المؤرخ عاصم دسوقي أن الحملة الفرنسية غزو، لأن المفهوم التاريخي لكلمة غزو هو خروج جماعة من مكان ودخولهم مكان آخر، فقديما انتشر مصطلح غزوات القبائل بمعنى أن تذهب قبيلة لقبيلة أخرى وتهزمها وتصبح هي السائدة وأهالي القبيلة الأساسية رعاة وعبيد.
وتابع: "بالفعل استفاد المصريون من الفرنسيين خلال الحملة ومساعدتهم في الانفتاح الأوروبي، ولكن هذا لا ينفي وجود غزو، فقد أكدت كل كتب التاريخ أن الفرنسيين دخلوا مصر بقوة السلاح وسقط قتلى من أهل مصر، وقد ذكر التاريخ عن المصريين جملة "فلما رأوا «القنبرة» أي المدافع صار الناس يقولون يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف"، فكيف لم تكن الحملة الفرنسية غزوة.
تابع.. لميس جابر: الحملة الفرنسية جلبت الموت والدمار للمصريين
مفاهيم الغزو والاحتلال
جمال أحمد طه، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة سوهاج أكد أن الحملة الفرنسية احتلال، حيث إن الفرنسيين جاءوا القاهرة لتحقيق عدة أهداف لصالحهم وليس لصالح الدولة المصرية، كانت على رأسها الصراع بين فرنسا وبريطانيا، كما أن العلماء جاءوا مع الحملة من أجل إنجاح الحملة وليس من أجل المصريين، مشيرا إلى أن كل المفاهيم الخاصة بالغزو والاحتلال تتوافر في الحملة الفرنسية.
شاهد.. أحفاد شهداء «البارود» يكشفون تفاصيل هزيمة الحملة الفرنسية
