وزيرة التخطيط: قضية ضبط معدل النمو السكاني أمر حيوي ولم تعد رفاهية
شاركت اليوم الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري بفعاليات منتدى شباب الجامعات والذي ينظمه معهد إعداد القادة بحلوان بمشاركة العديد من الوزراء في لقاءات مفتوحة مع الطلاب لعرض السياسات المختلفة بالوزارات، وذلك في إطار إستراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.
وأكدت الدكتورة هالة السعيد أن مصر كانت من أوائل دول العالم التي وضعت رؤية طويلة المدى حينما وضعت خطة ورؤية وطنية للأهداف الأممية وهي رؤية مصر 2030 حيث تم عقد مجموعة من ورش العمل على مدار أكثر من عام للوصول للنسخة الوطنية من الأهداف الأممية، مشيرة إلى أن تلك الرؤية تميزت بمشاركة كل من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني وكذلك المرأة والشباب منهم شباب 2030 في وضعها وكذلك خلال تحديثها.
وأوضحت وزيرة التخطيط علاقة رؤية مصر 2030 بأهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن مصر وضعت خطة طويلة المدى للوصول إلى مراحل متقدمة من تنمية حقيقية ومستدامة، وأن تحديث رؤية مصر 2030 والذي جاء نظرا للمتغيرات التي تحدث على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية موضحة أننا نعيش في منطقة مضطربة ولدينا الكثير من التحديات التي نتغلب عليها بفضل تكاتف كل أطياف الشعب المصري، حيث أن كل الخطط طويلة المدى هي وثيقة حية قابلة للتغيير.
وأشارت إلى أن التحديث شمل إضافة عدة قضايا هامة مثل القضية السكانية مؤكدة أنها قضية ملحة جدا حيث تعد قضية انضباط معدل النمو السكاني أمر حيوي ولم تعد رفاهية، فالسكان ثروة طالما الموارد متاحة، لذا لابد من وجود توازن بين عدد السكان والموارد المتاحة، موضحة أن مصر تزيد بمعدلات كبيرة جدا، فمعدل زيادة النسل في مصر يصل إلى 2.5% سنويا، موضحة أنه تم إضافة كذلك قضايا ندرة المياه وتأثيرها، وكذلك الشمول المالي وكيفية اندماج الجميع في المنظومة المالية الرسمية إلى تحديث رؤية مصر 2030.
ودعت هالة السعيد خلال مشاركتها، الشباب الحضور للمشاركة المجتمعية لتحديث الرؤية التي ستتم في أبريل القادم، موضحة أنه سيتم اختيار مجموعة من الشباب ليكونوا سفراء للجامعة للتعريف بإستراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.
وأضافت أن مصر بلد ذات اقتصاد متنوع حيث تمتلك قطاعات الصناعة والزراعة والبترول والغاز والسياحة بما يمثل كبيرة مشيرة إلى أن مصر تمتلك ميزة أخرى مهمة وهي كونها تمتلك مجتمعًا معظمه من الشباب.
وأكدت وزيرة التخطيط على دور كل من الشباب والمرأة حيث حرصت الدولة على أن يكون إعداد وصياغة وتنفيذ رؤية مصر 2030 من خلال شراكة مجتمعية شاملة، مع إعطاء أهمية خاصة لتشجيع مشاركة كل من الشباب والمرأة، وتأكيد دورهم في تنفيذ كافة محاور وبرامج تحقيق التنمية، موضحة أن هدف تشجيع مشاركة وتمكين الشباب والمرأة يشكل إحدى نقاط الالتقاء لمختلف محاور خطط وبرامج التنمية.
ولفتت إلى أنه كان لدينا اختلالات كبيرة في هيكل الاقتصاد لم نواجهها من قبل مثل تحديد سعر الصرف وارتفاع الأسعار موضحة أن كون سعر العملة أقل من قيمتها يعني ذلك أن السلعة التي يتم تصديرها تصبح مرتفعة السعر بينما التي يتم استيرادها تصبح هي الأقل ثمنًا مما يعني التحيز للصناعة الأجنبية على حساب الصناعة الوطنية، مشيرة إلى أن العملة تعبر عن قوى العرض والطلب.
وفي السياق ذاته أوضحت هالة السعيد أن حجم الواردات في عام 2014 كان مرتفعًا جدًا ليبلغ 80 مليار جنيه مقارنة بإجمالي 14 مليار جنيه فقط للصادرات مشيرة إلى إن في السابق كان يتم توجيه الجزء الأكبر من الدعم للطاقة بكافة أشكالها متابعة أن مصر كانت تستورد الغاز في السابق لكن منذ سبتمبر الماضي أصبحنا نحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز بما ينعكس على الصناعة مثل صناعات الحديد وغيرها.
وأشارت إلى أن الاحتياطي حاليًا شهد ارتفاعًا ليغطي واردات قرابة التسعة أشهر بعد أن كان يغطي نحو شهرين ونصف فقط من الواردات لافتة إلى الانخفاض الملحوظ في معدلات البطالة لتصل إلى 9.9% بعدما كانت تصل إلى 13% حيث يتم تخريج بين ٦٥٠ إلى ٧٥٠ ألف طالب سنويًا.
وفيما يتعلق بالبنية الأساسية أكدت وزيرة التخطيط أن الدولة تهتم حاليا اهتماما كبيرا بالبنية الأساسية وهناك توسع في حجم الاستثمارات، ففي الفترة من عام 2011 حتى 2014 والتي عانت تقريبا من توقف في حجم الإنفاق الاستثماري بشكل عام، ما أدى إلى تدهور في البنية الأساسية، لذا يتم اليوم توجيه الاهتمام الأكبر للبنية الأساسية، فشبكة الطرق الجيدة من شأنها أن تجعل جودة الحياة أفضل، كما أنه تربط المحافظات ببعضها لتسهيل التنقل مما يحقق قدر من العدالة المكانية، مشيرة إلى أهمية الاستثمار في البنية الأساسية لكى تكون جاذبة للاستثمار الخارجي.
وحول مشروع رواد 2030 قالت الوزيرة إنه تم إطلاقه بهدف تشجيع فكر ريادة الأعمال والابتكار وثقافة العمل الحر وتأهيل الشباب بمختلف أعمارهم لخلق وظائفه الخاصة، وقد قام المشروع على مدار العام الماضي بإطلاق حملة أبدأ مستقبلك بعدد كبير من المدارس بمحافظات الجمهورية والجامعات كذلك من أجل تدريب الطلاب وتحفيزهم على مشروعات ريادة الأعمال.
وفيما يخص قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة أكدت وزيرة التخطيط أن هذا القطاع يعد قطاعا حيويا في بلد شابة يهدف إلى تحقيق العدالة الجغرافية والمكانية لقدرة تلك المشروعات على الانتشار في القرى والمحافظات المختلفة مؤكدة على أهمية مساندة جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والذي تم نقل تبعيته إلى رئيس مجلس الوزراء.
وحول خطة الإصلاح الإداري للجهاز الإداري للدولة أشارت السعيد إلى أن الخطة لا يمكن تنفيذها بين ليلة وضحاها ولكن تحتاج إلى وقت طويل لتنفيذها بالشكل المطلوب مشيرة إلى أن هناك خطة كبيرة مستهدفة للاستثمار في البشر بتنفيذ محور بناء القدرات ضمن خطة الإصلاح الإداري لتأهيل العاملين وتعظيم قدراتهم والاستفادة من كفاءاتهم سعيًا لخلق جهاز إداري كفء وفعال كما لفتت وزيرة التخطيط إلى جائزة التميز الحكومي مشيرة إلى أنها تعد جائزة معنوية يتمثل الهدف منها في التحفيز.
وعن ميكنة الخدمات والتي تأتي ضمن خطة الإصلاح الإداري أوضحت الوزيرة أنه خلال فترة وجيزة تم ميكنة العديد من الخدمات وتطوير مراكز خدمات المواطنين بكافة المحافظات مشيرة إلى أن الهدف الاسمي من ميكنة تلك الخدمات هو التسهيل والتيسير على المواطن المصري في حصوله على الخدمة بشكل أفضل وأسرع فضلًا عن تنفيذ محور الشفافية وكفاءة المؤسسات الحكومية والذي يستهدف مكافحة الفساد بفصل مقدم الخدمة عن طالبها.. فيما أثنى طلاب محافظات القناة على التطوير الكبير الذي حدث في مجال الخدمات الحكومية.
ولفتت إلى أن الدولة المصرية تعطي أهمية كبيرة لإنشاء مدن جديدة للخروج من نسبة مساحة ال 7% التي يعيش عليها الشعب المصري، حيث يتم التخطيط لإنشاء 15 من المدن الجديدة للعمل على تخفيض الضغط السكاني وبالتالي تخفيض الضغط على الخدمات المتوفرة في المدن القائمة، مشيرة إلى أن المدن الجديدة من الهام أن تكون مدن خضراء ومستدامة وفقًا لمعايير الاستدامة الدولية تتضمن نصيبًا للفرد في الأراضي الخضراء وتغطي أسطح مبانيها بالألواح الشمسية لتوليد الكهرباء.
وأكدت وزيرة التخطيط أنها وجهت عددًا من النصائح للشباب الحضور تضمنت حثهم على عدم ترك أي فرصة للتعليم والتدريب مشيرة إلى الدور الهام للأكاديمية الوطنية للتدريب في تدعيم الشباب وتأهيلهم بتقديم كافة التدريبات اللازمة موضحة أن الفقر ليس فقرا ماديا لكنه فقر في القدرات والإمكانيات وتابعت السعيد نصائحها للشباب بتقديم المساعدة اللازمة بقدر الإمكان للزملاء مع عدم رفض أي فرصة عمل قائلة: "لكل مكان فائدة ولا يجب التقليل من أي عمل أو مهنة".
وبالإجابة على أسئلة تخص محافظة أسوان أوضحت السعيد أن وزارة التنمية المحلية قامت بتحديد كافة المشروعات التي تحتاج إليها محافظة أسوان لتقم وزارة التخطيط بمراجعتها حاليًا وتوجيه المخصصات اللازمة لعاصمة الشباب الأفريقي.
وفي ختام كلمتها وجهت وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري دعوة للشباب للتفاعل مع المنصات الإلكترونية لوزارة التخطيط لمعرفة كل ما هو جديد عنها كما دعتهم للمشاركة بتطبيقات تساعد في تقديم خدمات أفضل ودعم نشر الجهود المبذولة من الحكومة.
ويهدف المنتدى إلى تنمية روح الانتماء الوطني لدى الشباب، ومكافحة الشائعات التي تحاول النيل من الوطن وشبابه، بالإضافة إلى ممارسة الطلاب للأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية بما يساهم في بناء شخصيتهم.
يذكر أن برنامج المنتدى يتضمن لقاءات حول مجلس النواب والشباب، وبناء الدولة، وإستراتيجية الأمن القومي، وأثر الثقافة في الانتماء الوطني، وإستراتيجية الوزارة فيما يخص الأنشطة الطلابية ولوائحها، وذلك بمشاركة ٤٥٠ طالب وطالبة، وعدد من المرافقين من ٢٧ جامعة حكومية، بالإضافة إلى جامعة الأزهر.