خطايا الزعيم
إصرار الفئة المسماة بالناصريين، بعد مائة عام على ميلاد الزعيم على قراءة تاريخ الحقبة التي حكم فيها ناصر، باعتبارها حقبة الملاك الثائر لا ينطلى على الأجيال الجديدة، التي ترى في ناصر أنه كان حالما بلا أدوات، وبلا خبرة، وأن مشروعه التحررى رسخ لمفاهيم التواكل والمغامرة غير المحسوبة، فقد جاء ليحكم مصر والسودان، ويدير غزة، وتركنا بلا سودان وبلا سيناء وبلا غزة.
عبد الناصر الذي أقام قلعة صناعية تركها بعد أن وضع فيها كل أسباب الفشل، وعبد الناصر الذي ثار على الملكية بسبب فساد الحياة السياسية قضى عليها، وعبد الناصر الذي أراد أن يقيم حياة ديمقراطية سليمة رسخ للصوت الواحد، وأنهى أسطورة مصر المدنية، وقاد التعليم إلى هوة الكم دون الكيف، فوصلنا إلى ما نحن فيه.
عبد الناصر إنسان كان صاحب حلم أغوته السلطة، فاستفرد بها، وأراد تحرير أفريقيا فوصل به الحال إلى رضوخ أغلى جزء من بلاده لاحتلال غاشم..
عبد الناصر ثائر رفض المشورة والحرية، وسخر من الخبرة، فوقع في كل المحظورات التي وأدت حلمه الوطنى العظيم.