اعتقال «آمال ماهر»
مطلوب.. اعتقال "آمال ماهر"، بمعنى إبعادها عن كل مشكلات الحياة، توفير مناخ عبقري لها، وضع شعراء كبار معها في المعتقل، ملحنين مبدعين، وجمهور ذواق، وسميعة من "بتوع زمان"، أطباء ومدربين، خدما وحشما، وحظر التعامل عليها مع جماعات التوك توك، وفئة المهللاتية، ويمنع من الدخول عليها كل من ينتمي إلى "كوز المحبة"، ويفرض عليها التعاطي مع مظفر النواب، وإبراهيم ناجي، وأحمد شوقي، وكل عظماء القوم، باعتبارهم عائلتها وأهلها وناسها.
"آمال" اتحفتنا بحفل عودتها الذي أقيم بمسرح المنارة الأنيق، ورغم رداءة الهندسة الصوتية إلا أنها تفوقت كعادتها على كل الظروف، وأسرت بموهبة ربانية خالصة قلوب محبيها وعشاقها وراغبي المتعة على أحبال صوتها الرقراق العذب الشجي القوي، غسلت آذاننا من محيط قميء يتسلل إلينا في الميادين العشوائية، سبحت بنا في بحر من النغم الخالص، وسارت بنا في آلة الزمن الجميل، وأخرجت ما فينا من مشاعر إنسانية خالصة.
"آمال ماهر" واحدة من معجزات الخالق المنعم، موهبة تفرض علينا أن نحميها من نفسها، ومن همزات الشياطين، ومن صيرورة الصخب المسيطر، نقف حائلا بينها وبين كل ما يوقف مسيرتها، باعتبارها مشروعا قوميا، يضاف إلى سجل أبطال القوة الناعمة المصرية المدهشة.