الدولة الموازية
انفراد مصر بما يمكن تسميته دولتين في دولة: دولة رسمية، وأخرى موازية، في مصر اقتصادان: واحد رسمى، والآخر "تحت الترابيزة" وهو الأقوى والأكثر نجاحا، ومن خلاله عبرت مصر الأزمة المالية العالمية التي اجتاحت العالم عام ٢٠٠٨، وفي مصر وزارة للآثار من شأنها البحث عن كنوز التاريخ في باطن الأرض، ووزارة أخرى شعبية قوامها لصوص الآثار الذين ينجحون أكثر في الحفر والتنقيب والبيع والتجارة!!
وفي مصر وزارة للبترول والثروة المعدنية تستخرج النفط والغاز والذهب والمعادن الثمينة، ولدينا أيضا وزارة شعبية موازية تستخرج الذهب من جبال البحر الأحمر وتتاجر فيه، وآخر إنجازاتها ما تم ضبطه في عملية أمنية واحدة أكثر من طن من الذهب الخام خلال الأسبوع الماضى.
في مصر هيئات وجهات تستطيع من خلالها مواجهة مخالفات البناء، وأيضا هناك وزارة شعبية أقوى تبنى ما تشاء وقتما تشاء، وهي الأكثر نجاحا في تسيير أمور الوزارة الأولى، بدليل أن العشوائيات أكثر من المدن المنظمة وفق الوزارة الأولى.
في مصر يمكن لمواطنين أن يخرجوا ويحاصروا آخرين، بحجة أنهم يصلون في منزل ويسعون لتحويله إلى كنيسة، مواطنون لديهم الضبطية الشرطية، أشهر مناطق الهمجية في المنيا، حيث يحاصر السلفيون-مرض مصر العضال- بيوتا، لأن قسيسسين ورهبانا يصلون بشعب الكنيسة في منزل.. المثير أنهم ينجحون في مسيرة وقف العبادة، أيا كان موقفنا من شرعيتها من عدمه!!
