إلى جهاز الشرطة - أمن مصر وأمانها
عيد الشرطة ذكرى لكل المصريين.. عيد تجلت فيه البطولات ويكتب التاريخ عنه ما قدمته الشرطة المصرية من أرواحها الطاهرة ودماءها الزكية فداء للوطن، فكانوا وما زالوا وسيكونون الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. هم الرجال الذين يقفون أمام الخوف، هم كالجبال بل هم أشد قوة وصمودا وايمان.
كل يوم نبني معا بناء طيبا يرتفع فيه هذا البنيان ليرى العالم حولنا، كم كان شعب مصر على قلب رجل واحد، يد تبنى ويد تحمل السلاح لتضمن أمان أهلها وحدودها.
سيعرف الجيل القادم كم ضحى من أهله بأنفسهم ليضمنوا له الحياة.. نصنع معا غدا نرى فيه أبناءنا يعيشون في راحة وأمن وسلام.. ننسج معا نسيجا قويا ليتحمل كل الصعوبات والتحديات.. نقيم حائط صد لكل من يحاول النيل من أوطاننا ونحمى ربوع البلاد.
الشرطة هم من يتحملون المسئولية لتطبيق أحكام القانون، وهم من يعرضون أنفسهم إلى المخاطر الحقيقية التي قد تودى بالحياة – حفظهم الله- غير عابئين بالعواقب، فكل العواقب محتملة إلا أن الإيمان القوى بقيمة ما يقدمونه للوطن هو أكبر دافع لبذل الجهد بإخلاص متناسين كل خطر من أجل مصر حاضرها ومستقبلها.
قد يكون لنا في هذا الجهاز أب أو أخ وابن أو قريب كلهم يعرفون المعنى الحقيقي للفداء، يعزفون معا مقطوعة موسيقية فريدة تتكامل نغماتها في تناسق واتقان.
نتحمل على قدر المسئولية الملقاة على عاتقنا، تلك المسئولية التي سيحاسبنا عليها جيل قادم، كيف حافظ آباؤهم وأجدادهم على الوطن وحدوده.
مكانة واحترام الضابط والأمين والجندي هي مكانة المواطن وهى مسئولية المجتمع ككل، فإذا أردنا الأمن لا بد أن يتمكن هؤلاء من القيام أعمالهم وعلينا أن نقف بجانبهم ونعينهم ونظرا لأنهم ليسوا بحاجة إلى ذلك، إلا أن الدعم النفسي والمجتمعي لرجال الشرطة هو أساس العمل والدافعية لعمل المزيد برضا وإيمان.
نحن معا جسد قوي جيش وشرطة وشعبا، جبل صامد أمام رياح عاتية لن تنال من أرض الوطن، فتماسكنا كان أمامهم على غير توقعات الاستعمار في عصرنا هذا، فقد رأينا وبوضوح ماذا أرادوا ببلادنا من الفتن بدون أن يتكلف العدو رصاصة واحدة، بل كان هدفه أن ينال من مصر ومقدراتها إلا أن ستر الله كان حافظا.
إلى أرواح الشهداء الأبرار أدعو الله لهم الرحمة: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ“، والى المصابين في العمليات أدعو الله لكم تمام الشفاء والله كفيل بالجزاء، وإلى كل مصري ندعم بكل ما أوتينا من قوة ومكانة شرطتنا وجيشنا فهم حقا.. الأمن والأمان.