«سباخ الدجال».. محمود السباع درس في لندن وأمريكا وعاش حياته «كومبارس»
«أنا سباخ المعالج الروحاني» جملة قالها الفنان القدير الراحل محمود السباع خلال المشهد الشهير الذي جمعه مع الفنان الراحل أحمد زكي في فيلم «البيضة والحجر»، رغم قصر الدور والمساحة التي أداها محمود السباع خلال الفيلم، إلا أن ما قدمه كان شخصية محورية على أساسها دارت القصة الكاملة للعمل.
لم يكن ما حدث في فيلم البيضة والحجر فقط، ولكنها طبيعة كافة الأدوار التي أداها وببراعة الفنان الراحل محمود السباع، فهو الدجال في «البيضة والحجر»، وعطوة الغريم اللدود لحسن المغنواتي في «حسن ونعيمة»، والعجوز المتصابي في «احترسي من الرجال يا ماما»، المنافق عبد الله بن أبي سلول في «الرسالة»، والفتوة في «التاجر المفلس»، فكل الأدوار التي أداها الراحل كانت ثانوية، ولكنها ذات بصمة وعلامة ومحور تغيير في مجريات العمل.
رغم أن السباع لم يحظ بشهرة واسعة نظير ما قدمه من أعمال فنية لم تتعد الـ40 عملًا، إلا أن تعابير وجهه الجامدة والصوت الجهوري الذي امتلكه أكسبه لدى المخرجين طابع الرجل الجاد الشرير في كثير من الأحيان.
تخرج «السباع» في معهد التمثيل، ثم سافر إلى بريطانيا لدراسة الإخراج في معهد لندن، ثم درس التليفزيون بجامعة واشنطن بعد سفره إلى الولايات المتحدة.
تميز محمود السباع بالمواهب المتعددة إلى جانب أدائه الأدوار المسندة إليه ببراعة وإتقان، فقد تجلت مواهبه أيضًا في الإخراج وكتابة السيناريو والحوار.
وقدم أكثر من 40 فيلمًا سينمائيًا، وتدرجت وظائفه فقد عمل مخرجًا إذاعيًا عام 1954، وبعدها مراقبًا للمسلسلات بالتليفزيون عام 1962، ثم مديرًا للمسرح الكوميدي عام 1967.
البداية الفنية للراحل محمود السباع كانت من خلال أول أعماله المسرحية في فرقة «آمون» المسرحية، والتي أنشأها بعد مرحلة الثانوية، واختتم أعماله الفنية بفيلم «البيضة والحجر» عام 1989، مع النجم الراحل أحمد زكي.
وأقدم على كتابة السيناريو والحوار لعدة أفلام منها، «هدمت بيتي عام 1946، المرأة 1949، غدر وعذاب 1948، الشك القاتل، حكم قراقوش»، وشارك في 8 مسرحيات كان أهمها، مسرحية «أهل الكهف» للأديب توفيق الحكيم، و« قنديل أم هاشم، آدم وحواء، عدس وكافيار».
ولد الفنان الراحل محمود السباع في محافظة أسوان 24 يناير عام 1911، وتوفي في 17 فبراير 1989، نفس العام الذي شارك فيه بفيلم «البيضة والحجر» أمام الراحل أحمد زكي.