رئيس التحرير
عصام كامل

اليهود الأرثوذكس ذراع إسرائيل لتفكيك تكتل أمريكا اللاتينية (تقرير)

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لا تظهر أزمة في قارة أو دولة بالعالم بدون سطوع وجه أمريكا وظلها إسرائيل، خطة ممنهجة تتبعها أجهزة استخبارات الولايات المتحدة، ليحلق في ذيلها الموساد، يمارسا الجهازين الفاحشة في عواصم العالم بدعم ثورات ملونة ترمى إلى تفكيك المفكك وتفتح مسام جلد هذه البلاد لاختراق فيروس الاستخبارات.


الأزمة التي تشهدها فنزويلا، على خلفية محاولة عزل الرئيس نيكولاس مادورو، ليست بعيدة عن حديث مؤامرة الـ"سي آي إية" و"الموساد" لما تمثله أمريكا اللاتينية من تكتل قوي سعت واشنطن لاختراقه وخلق سوريا جديدة داخله، لتلاقى القارة هنا ذات مصير أفريقيا وآسيا وحتى أوروبا.

وبات من الواضح بقوة أن رموز الصهاينة يولون وجوههم شطر أمريكا اللاتينية، خاصة بعد وصول الرئيس البرازيلي الجديد، جاير بولسونارو إلى المنصب، والذي على ما يبدو أنه سيكون بوابة دخول القارة، وذلك في ضوء الجهود التي تبذلها إسرائيل في تعزيز العلاقات مع دول هذه المنطقة.

معضلة السفارة


واجهت دول أمريكا اللاتينية في البداية معضلة دبلوماسية لأنه كان عليها اتخاذ قرار ما بين إبقاء سفارتها في تل أبيب أنو نقلها إلى القدس بعد قرار الولايات المتحدة المثير للجدل بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس والانصياع وراء الولايات المتحدة الأمريكية، وتجلى ذلك في تباين ردود أفعال سفراء دول أمريكا اللاتينية بالأمم المتحدة حول قرار ترامب بشأن القدس عاصمة لإسرائيل، حيث صوتت 10 دول وهي (بوليفيا والبرازيل وشيلي وكوستاريكا وكوبا والإكوادور ونيكاراجوا والبيرو وأوروجواي وفنزويلا) ضد القرار الأمريكي، وامتنع ثمانية دول ‏عن التصويت، وهي الأرجنتين وكولومبيا والسلفادور وهايتي والمكسيك وبنما وباراجواي والدومينيكان.

الذراع الطولى

ولكن هذا التخبط لم يعجب إسرائيل وبدأت في الآونة الأخيرة تعزز نشاطها في أمريكا اللاتينية لتضع لنفسها موضع قدم هناك للاستحوذا على القارة وكانت البرازيل هي الذراع الطولى لإسرائيل في هذه البقعة.

وكانت جواتيمالا وباراجواي فقط هما من قررتا نقل سفارتيهما إلى القدس انصياعًا لواشنطن من ضمن دول أمريكا اللاتينية، ثم جاءت الأرجنتين لتقود هذا الحراك وتعلن عزمها هي الأخرى لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، لتثبت إسرائيل أمام نفسها أن خطواتها لاختراق هذه المنطقة ناجعة وأن دول أمريكا اللاتينية تسير على المنوال الذي تريده إسرائيل.

اليهود الأرثوذكس


وتعتمد إسرائيل اليهود الأرثوذكس في هذه المنطقة وهم من كان لهم دور كبير في وصول الرئيس البرازيلي الجديد الموالي لإسرائيل لهذه المنطقة، حيث نزلوا إلى الشوارع بالزي الأسودد اليهودي ليعلنوا دعمهم له، ويقول الإعلام الإسرائيلي إن تل أبيب تستفيد بشكل كبير من العلاقات مع البرازيل، مشيرًا إلى أن البرازيل هي أكبر وأهم بلد في أمريكا اللاتينية، وهي خامس أكبر دولة في العالم، وتغطي نحو 8.5 ملايين كيلومتر مربع (400 ضعف مساحة إسرائيل) ويبلغ عدد سكانها نحو 210 ملايين نسمة، وثامن أكبر اقتصاد في العالم يتعافى على مدار العام الماضي، أصبحت الآن من بين أفضل عشر وجهات تصدير في الصناعة الإسرائيلية، وهذا يصب في خدمة الصناعة الإسرائيلية وانتعاشها، وأضاف أنه يوجد جالية يهودية صهيونية كبيرة شكلت مع البرازيليين في إسرائيل جسرًا نشطًا وحيويًا بين الشعبين البرازيلي والإسرائيلي على مر السنين.

جولة الانفتاح

ويؤكد الإعلام الإسرائيلي أن إسرائيل تحاول الانفتاح على دول أمريكا اللاتينية، وتجلى ذلك أثناء جولة رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو في المنطقة التي شملت كلا من الأرجنتين وكولومبيا والمكسيك خلال شهر شهر سبتمبر الماضي، وكانت أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي في أمريكا اللاتينية.

وتعتمد إسرائيل في اختراقها لأمريكا اللاتينية على تعزيز التبادل الاقتصادي، وأساليب الرى والتكنولوجيا المتطورة، ووفقصا لإعلام الإسرائيلي فإن النظام الجديد من التحالفات داخل أمريكا اللاتينية وخارجها بصدد التشكل وأصبح واضحا منذ بداية هذا العام، وتستغل إسرائيل التشكل الجديد في ضوء تفكك تكتلها وهو أمر بالغ الأهمية لدى الاحتلال وخاصة أن تلك الدول كانت مناصرة للقضية الفلسطينية، وتستغل إسرائيل نفوذها وعلاقاتها هناك لمحو دعم دول أمريكا اللاتينية لفلسطين.

خلال الـ10 سنوات الأخيرة بدأ نتياهو يدرك أهمية أمريكا اللاتينية بالنسبة لإسرائيل، وخاصة أن هناك بعض الدول الداعمة لفلسطين لذا أراد أن تهتز هذه الرابطة وتحول دعمها إلى إسرائيل وخاصة دول مثل الإكوادور وتشيلي والأرجنيتن، حتى حرب غزة الأخيرة كان لتلك الدول موقف مشرف تجاه الفلسطينيين أغضب الكيان الصهيوني.
الجريدة الرسمية