فقهاء الأولويات!
منذ بضع سنوات، وتحديدا مع تولي الرئيس السيسي مسئولية رئاسة الجمهورية وإدارة شئون البلاد، وتكون لدينا فريق من الناس تخصصوا في فقه الأولويات، ويقدمون أنفسهم على أنهم فقهاء في هذا الفقه.. فمع كل مشروع أو استثمار أو عمل يتم الشروع فيه يخرج هؤلاء علينا معلنين الرفض له، لأنه لا يمثل أولوية بالنسبة لنا ولبلادنا، وأن هناك من الأعمال والمشروعات ما يسبقه في الأولوية، أو هو الأولى بالاهتمام مما يقام وينجز!
كانت البداية مع مشروع ازدواج قناة السويس، رغم أنه نال رضا شعبيا هائلا عبر عن نفسه، في جمع أكثر ما يحتاجه من التمويل في غضون بضعة أيام قليلة من المواطنين.. واستمر ذلك مع كل عمل أو مشروع جديد، مثلما حدث مع مشروع إقامة وشق طرق شبكة طرق جديدة واسعة، والتي أسهمت في دفع الاستثمار ورفع معدل النمو الاقتصادى..
ومشروع إقامة عدد من المحطات الكهربائية، رغم أننا كنّا نشكو قبلها من انقطاع الكهرباء، وزراعة مليون ونصف المليون فدان رغم الحاجة لها، وإقامة محطة نووية بالضبعة، رغم أنه كان حلما قوميا في البلاد.. غير أن أكثر المشروعات التي استأثرت بأكبر الاعتراضات من فقهاء الأولويات كان مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
بل المثير أنه عندما بدأ العمل في تطوير التعليم انبرى هؤلاء للاعتراض على هذا التطوير، رغم أنهم كانوا دوما يرونه مع التأمين الصحي من الأولويات التي يجب أن تسبق كل الأعمال.. وذات الشيء فعلوه مع مبادرة علاج فيروس سي، وحملة الكشف المبكر عن هذا المرض وأمراض السكر والضغط والسمنة!