رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: اللاعبون والتحايل على الضرائب (1)

زغلول صيام
زغلول صيام

في كل بلاد الدنيا تمثل الضرائب أكثر من 70% من دخل الدول، ورغم ذلك عندنا في مصر لا تمثل شيئًا؛ لأن هناك فئات كثيرة تتحايل على دفع الضرائب، خاصة الفئات ذات الدخول المرتفعة؛ ومن ثمَّ تكون النتيجة اضطرابا في معدلات التنمية.


وعلى مدار الأيام الماضية فتحنا ملف تحايل نجوم كرة القدم على موضوع دفع الضرائب، سواء من خلال التعتيم على مصادر الدخل أو الاستعانة بمسئولي الأندية في تحمل قيمة الضرائب، وهي الأندية التي مازالت تحصل على دعم من الدولة سواء مياه أو كهرباء أو خلافه، والمحصلة أن هناك صفقات وعقود في الأندية المصرية بمختلف الدرجات تصل إلى ملياري جنيه سنويا، ومحصلة الضرائب أرقام لا تعكس كل تلك المبالغ الكبيرة، ومن هنا كان ضروريا فتح الملف الذي قد يغضب الكثيرين.

ضربنا مثلًا بما تم الإعلان عنه في صفقة عبد الله السعيد، الذي تعاقد معه الزمالك مقابل 40 مليون جنيه خالصة الضرائب في الموسم، وعندما فشل التعاقد عاد الأهلي ليقيده بـ 4 ملايين جنيه في الموسم!! ونفس الأمر لباقي اللاعبين.. وكل من احترف بالخارج يعلم أن الاقتراب من موضوع التحايل على الضرائب مصيره السجن.. ولكن ما هو الحل؟

إذا سألت أي مدرب أجنبي يعمل في مصر، سيقول لك إن دخل اللاعب المصري يفوق دخل أي لاعب في أي مكان؛ لأن الضرائب هناك تصل إلى 50%، أما عندنا فتكاد تكون معدومة، وإن وُجدت فالنادي يتحملها، فلماذا يرهق نفسه ويحترف ويطور مستواه؟!

الواقع يقول إننا دول من ضمن عدد لا يتجاوز السبع دول على مستوى القارة السمراء لم تُفعّل فيها ترخيص الأندية المحترفة، رغم أن الأرقام زادت عن الـ6 أصفار ومازلنا نعمل كهواة.. ترخيص الأندية يعني فصل نشاط كرة القدم عن باقي أنشطة النادي تماما، وميزانية مستقلة ومجلس إدارة ليس له علاقة بالنادي، وهناك مساهمون يقيمونه عمل المجلس من حيث الربح والخسارة.

وهنا تكون كل الأمور واضحة وضوح الشمس، لأن هذا النظام سيجبر الأندية على تقديم قوائم مالية كل موسم، ويبقى كل شيء في العلن، وأي تلاعب معناه توقيع عقوبات على النادي، وستكون العقود فيها شفافية تامة بعيدا عن التكهنات.

سيسأل أحدهم: وكيف نعرف أن هذا اللاعب حصل على ترضيات من تحت الترابيزة، سواء مبالغ مالية أو عينية مثل سيارة أو فيلا أو خلافه؟

الأمر سهل وبسيط ويتعلق بهيئة الضرائب التي يجب أن يكون لها صلاحية الكشف عن حسابات اللاعبين، والاطلاع عليها بالتعاون مع أجهزة أخرى التي تراقب العاملين بقطاع الدولة، فأي موظف تظهر عليه علامات الثراء بدون أسباب منطقية، فهناك جهاز الكسب غير المشروع، فمثلا اللاعب الذي دخل حسابه مليون دولار سواء هبة أو هدية، لابد أن يكون للدولة حق فيه ومعلن، وإلا سيكون ولاء اللاعب لمن منحه أو وهبه المليون دولار.

وهنا سبب جوهري لأي عمليات تلاعب في نتائج المباريات وهو ما يتم ضبطه في الخارج، ومازال مشهد عبد الله السعيد وهو يدعي الإصابة في لقاء السعودية بالمونديال يطاردني؛ لأنه من نفسه وقع بجوار الخط دون أن يلمسه شخص، وقبلها بأيام كانت ترضيته للتوقيع في الأهلي!

لا يعقل أن تكون كرة القدم أحد مصادر الدخل في الدول، وعندنا تمثل الرياضة عبئًا ثقيلًا على كاهل الدولة تنفق عليها مليار جنيه سنويا، ولو وجهت للشباب لفعلنا بها الأعاجيب.

عموما فتحنا الملف، وكلنا أمل في نواب البرلمان واتحاد الكرة في تحمل كل جهة مسئوليتها من أجل الدولة... وللحديث بقية.
الجريدة الرسمية