السب لغة الجهل

قد اختلف مع طريقة تعاطي الأستاذ "حمدين صباحي" مع المشهد السياسي في مصر، فكل نظام مهما اختلفنا معه به مساحة من الممكنات، والسياسي البارع هو الذي يتحرك وفق هذه الممكنات، فالمعارضة دورها أن تقدم تصورات وحلولا، وتدير حوارا مهما كانت الصعوبات، وآفتنا أننا نظل حبيسي ما ينبغى أن يكون، دون أن تكون لدينا قدرات التحرك في مساحة الممكنات الموجودة، ولـ"حمدين" خبرات أتصور أنه بحاجة إلى إعادة التفكير والانطلاق من داخل ما يمكن أن يتحرك فيه من أجل مصر.

ورغم كل ذلك، فإنني أقف وبشدة ضد التطاول على زوجته أو ابنته، فما قاله "حمدين" يمكن الرد عليه بلغة أعمق من السب والقذف.. السب لغة الضعفاء، والصحافة التي تسب عاجزة وغير قادرة، والقذف في حقوق الناس لغة المفلسين والضعفاء وغير القادرين والسطحيين، الذين يفتقدون للمواهب..

ومن يتصور أن لغة الشتم واحدة من أدوات الصحافة هم من أساءوا إلى رسالة مقدسة، وقدموا للغير كل أسباب إهانة الكلمة وأصحابها.. وأخيرا لو كان السب صحافة لأصبح البلطجية رؤساء التحرير، وأعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين!!