رئيس التحرير
عصام كامل

«ماي» والخلع


الإنجليز ملوك اللف والدوران والوعود المزيفة (إلا وعد بلفور)، ملوك قلب الحقائق وفرق تسد وفتح المشكلات الجانبية، ولهم باع طويل في توجيه سياسات العالم، واغلب مشكلات العالم أصلها يحمل شعار "صنع في إنجلترا".. التحقت بريطانيا بالاتحاد الأوروبي بعد اختفاء ديجول ورحيله لأنه كان رافضا دخول بريطانيا مع أنها هي التي ساعدته في تحرير بلده، وزعم أن البريطانيين ليسوا أوروبيين ولا يحق لهم الاشتراك في اتحاد أوروبي.


بريطانيا دولة ديمقراطية عريقة، ولكن خذل نواب حزب الأغلبية رئيسة الوزراء وصوتوا ضد مقترحها للخلع من الاتحاد الأوروبي، وهم الذين انتخبوها من قبل زعيمة لحزب الأغلبية "المحافظون"، وذلك لأنهم يمثلون شعب بريطانيا فعلا، وهذا أبلغ دليل على ديمقراطية بريطانيا التي كانت تسمى الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.

كانت الشمس تغيب عن لندن وتشرق في نيودلهي وهكذا دواليك مع دوران الأرض حول محورها، وكانت مصر ضمن هذه الإمبراطورية لكن استقلت المحروسة بكفاح شعبها عبر سنين طويلة.

ويبدو أن سياسة بريطانيا الملتوية لم تجد لها طريقا مع الألمان أو غيرهم من أعضاء الاتحاد، ورفضوا اقتراحات بريطانيا، وقالوا لها "take it or leave it" ووقعت رئيسة الوزراء في حيص بيص وعرفت أن رئيسها السابق "دايفيد كاميرون" ترك لها هم لا يلم.

ما زالت سياسة بريطانيا الملتوية تعمل في جبل طارق والفوكلاند، لكن إنجلترا نفذت بالكامل اتفاقية هونج كونج، لأنهم أشد كفرا ونفاقا وهذا ما يفهمه الأوروبيون والأمريكان جيدا.

لكن هذه هي الحرية والديمقراطية التي يتمتع بها شعب إنجلترا وقف أمام زعيمة الدولة فلا تستطيع فرض أي قرار. والآن يهاجمها نواب حزبها بغض النظر عن أنهم معرضون للخسارة في حالة إجراء انتخابات جديدة، لكن مصلحة الشعب والدولة أولا، لأنهم مسئولون أمام الناخبين. وكان الله بالسر عليم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الجريدة الرسمية