رئيس التحرير
عصام كامل

الانتخابات المبكرة نهاية للأزمة أم بداية لها؟ (1)


انطلقت خلال الفترة الأخيرة العديد من الدعوات التي نادت بضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وقد تعددت أشكال هذه الدعوات ما بين تظاهرات سياسية كنوع من الضغط الشعبي لرحيل الرئيس مرسي، أو جمع توقيعات لسحب الثقة منه، أو حتى البحث عن أي سبل قانونية لإبعاده عن السلطة.
وقد انطلقت هذه الدعوات من مبدأ روج  إليه أصحابها، يتمثل في أن الانتخابات المبكرة ستكون بمثابة حل جذري للخروج من الأزمات الحالية التي تمر بها البلاد، ووضع حد للصراع بين السلطة والمعارضة، وإنقاذ الشارع المحتقن، وإزالة أسباب احتقانه.
والحقيقة أن هذه الدعوات أثارت جدلا كبيرا حول مدى مشروعية هذه الانتخابات، وتأثيرها على مبدأ الديمقراطية الذي نادت به الثورة، وما يمكن أن يترتب عليها من نتائج وسيناريوهات قد تبدو مرعبة إلى حد كبير، سواء على مستوى الشارع المحتقن، أو حتى على مستوى المشهد السياسي الذي يعقب هذه الانتخابات في حالة إجراءاها.
وفي ضوء المبدأ الذي انطلقت منه دعوات الانتخابات المبكرة، والجدل الدائر حولها، نجد أنفسنا أمام سؤال هام، وهو: "هل هذه الانتخابات ستكون نهاية للأزمة أم بداية لها؟"
ولذلك فسوف أحاول من خلال هذا المقال تقديم إجابة لهذا السؤال، من خلال عرض رؤية تحليلة، تتناول فكرة الانتخابات المبكرة، بصورة عامة، من حيث مشروعيتها، والأزمات التي يمر بها كل من النظام والمعارضة، والسيناريوهات أو النتائج التي يمكن أن تؤدي  إليها.

فبداية عند استعراض فكرة الانتخابات المبكرة بصورة عامة، نجد أنها بمثابة إحدى الآليات الديمقراطية التي تلجأ  إليها الدول في حالة عجز رؤساءها عن تحقيق احتياجات شعوبها، مما يؤدي  إلى تآكل شرعية الإنجاز لديهم، وبالتالي إلى زيادة غضب وسخط الشعوب على هؤلاء الرؤساء، مما يضطرهم  إلى اللجوء  إلى الإعلان عن قيام انتخابات مبكرة، كبديل ديمقراطي سلمي أفضل من انتشار الفوضى والعنف، وغيرهما من وسائل التغيير الأخرى اللا سلمية.

أما من الناحية التطبيقية، فنجد أن هناك تجارب لعديد من الدول الديمقراطية، التي حينما عجزت رؤساءها عن الوفاء بمتطلبات شعوبهم في لحظات معينة، قررت اللجوء  إلى خيار الانتخابات المبكرة، كحل عملي، ومُتفق عليه في إطار حوار وطني، للخروج من الأزمة، وبالفعل نجحت تجاربهم، وعاصروا فترات استقرار بعدها، فنجد على سبيل المثال، لجأت الأرجنتين  إلى تغيير ثلاثة رؤساء في أقل من ثلاث سنوات، وذلك بسبب عجزهم عن تحقيق احتياجات شعوبهم.
وبالتالى، وفي ضوء ما سبق تناوله، نستطيع أن نتوصل  إلى أن خيار الانتخابات المبكرة بصورة عامة، هو خيار سلمي ديمقراطي تلجأ  إليه بعض الدول في حالة تآكل شرعية رؤساءها.
أما بالنسبة للحالة المصرية، ومدي إمكانية تطبيق هذا الخيار بها، فهو ما سوف يتم تناوله،من خلال المقال القادم.
يتبع
nour_rashwan@hotmail.com

الجريدة الرسمية