عقول مشوشة.. وعيون مزغللة!
مشكلة بعض من ينتمون لنخبنا الثقافية والسياسية أنهم مصابون بالتشوش في العقول، والزغللة في العيون.. فهم لا يبصرون جيدا حالة المجتمع ومحيطنا الإقليمي وعالمنا، ولا يدركون جيدا الفارق بين الغث والثمين.. ولذلك تراهم يتورطون في مواقف غريبة وعجيبة تتناقض حتى مع انتماءاتهم الفكرية والأيدلوجية، وتصب في مصلحة خصومهم السياسيين والأيدلوجيين.
هم لا يملون من إعلان رفضهم لنظام مبارك، ومع ذلك يؤيدون ويرحبون ببعض من كانوا يدافعون عنه بقوة من قبل لمجرد أنهم اختاروا أن يتخذون مواقف معارضة للحكم الحالي، بعد أن أخفقوا أن يكونوا من رجاله.. وهم يدافعون أيضا عن بعض من ينتمون لجماعة الإخوان تحت شعار الدفاع عن الحريات، رغم أنهم يرفضون أفكار المتأسلمين ويتبنون أفكار العلمانية ويرفضون الدولة الدينية.
تخالهم أنهم لا يقرأون التاريخ.. ولا يستفيدون من تجارب الماضى.. ويصرون على ارتكاب ذات الخطأ مرة أخرى بل ومرات.. ما يحركهم فقط وبوجه بوصلتهم هو رفضهم فقط للحكم القائم حاليا.. وبالطبع لا أحد يطالبهم بتغيير مواقفهم هذا.. فإن أي حكم في العالم له بين الناس من يؤيده ومن يعارضه، فهذه سنة الحياة السياسية منذ أن عرف البشر تكوين المجتمعات ثم الدول وتولى من يحكمها..
لكن البصيرة السياسية والفكرية تقتضي خاصة ممن ينتمى للنخبة الفكرية والسياسية أن يرى ما تحت قدميه وما أمامه أيضا، حتى لا يتورط في أن يصير دمية في أيدي من يوجهه، ولنا فيما حدث بعد يناير ٢٠١١ عبرة وعظة. من ينتمى لتلك النخبة يجب أن ينظف عقله من التشويش، وأن يحمي عينه من الزغللة.